للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخيرهم فيمن يرتبونه، فأشاروا بعلي بن عيسى بن داود الجراح، فقلده الراضي الوزارة، وسلم إليه ابن مقلة (١) فضربه بالمقارع، وأخذ خطه بألف ألف دينار، وجرى عليه من العقوبة أمر عظيم من التعليق وغيره (٢).

وفيها: رتب أبو جعفر الكرخي أبا علي بن مقلة مستوفيا على أعمال الضياع والخراب بشقي الفرات، وارزقه ألف دينار في الشهر، فظهر من الكرخي عجز عظيم، فاستتر بعد ثلاثة أشهر، وقرّر بعده سليمان بن الحسن، فكانت حاله مثل حال الكرخي في الانقطاع والعجز، فاستدعى محمد بن رائق من واسط وقد كان من قبل بذل القيام بالنفقات، فورد إليه، وردّت إليه إمارة الجيش والضياع وأعمال الخراج، وجعل أمير الأمراء، فصار أصحاب الدواوين بحكمه، وبطل معنى الوزارة من ذلك الوقت، وتغلب أصحاب الأطراف عليها، فلم يبق في يد الخليفة غير بغداد وأعمالها، فصار واسط والبصرة في يد اليزيديين، وفارس وكرمان في يد محمد بن إلياس، والري وأصبهان والجبل والموصل وديار بكر في يد الحسن بن بويه وشمكير أخي مرداويج، ومصر والشام في يد محمد بن طغج الإخشيذ، والمغرب وإفريقية في يد القائم بأمر الله العبيدي، وديار مضر وربيعة في أيدي بني حمدان، وخراسان في يد نصر بن أحمد الساماني، وطبرستان وجرجان في يد الديلم، والأندلس في يد [عبد الرحمن بن محمد الأموي] (٣)، والبحرين واليمامة وهجر في يد أبي طاهر القرمطي الجنابي (٤).

وفيها: توفي أبو بكر أحمد بن موسى بن عباس بن مجاهد المقرئ، والفقيه الشافعي عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وابن مبشر الواسطي، وأبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد البرمكي، المعروف بجحظة.

***


(١) إنما سلم الراضي ابن مقلة لعبد الرحمن بن عيسى الجراح؛ لأنه هو الذي قلد الوزارة بعد امتناع أخيه علي كما في مصادر الترجمة.
(٢) «المنتظم» (٨/ ١٥٩)، و «الكامل في التاريخ» (٧/ ٤٦)، و «تاريخ الإسلام» (٢٤/ ٢٦)، و «النجوم الزاهرة» (٣/ ٢٥٧).
(٣) بياض في الأصول، والزيادة من «البداية والنهاية» (١١/ ٢١٩).
(٤) «المنتظم» (١٥٩/ ٨، ١٦٧)، و «الكامل في التاريخ» (٧/ ٥٤)، و «تاريخ الإسلام» (٢٤/ ٣٩)، و «العبر» (٢/ ٢٠٦)، و «البداية والنهاية» (١١/ ٢١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>