للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدولة: هو ضهيي، وقد استحلفته بالحضرة، فسكن توزون لذلك (١).

***

[السنة الثانية والثلاثون]

فيها: استوحش المتقي من توزون (٢)؛ لتحكم توزون على سيف الدولة ببغداد، فكاتب المتقي بني حمدان، فقدم الحسين بن سعيد بن حمدان في جيش كثيف، فخرج المتقي وأهله ووزيره أبو الحسين بن مقلة والترجمان محمد بن ينال، وساروا إلى تكريت؛ ظنا أن سيف الدولة يوافيه بتكريت، فقدم سيف الدولة على المتقي، وأشار بأن يصعد إلى الموصل فتألم المتقي وقال: ما على هذا عاهدتموني، فتفلل أصحابه، وبقي في طائفة، وجاء توزون، فاستعد للحرب ببغداد، فجمع ناصر الدولة جيشا من الأعراب والأكراد، وسار إلى تكريت، ثم وقع القتال أياما، فانهزم الخليفة والحمدانية إلى الموصل، ثم عملوا مصاف أخرى، فانهزم سيف الدولة، فتبعه توزون، وانهزم بنو حمدان والمتقي إلى نصيبين، واستولى توزون على الموصل، وأخذ من أهلها مائة ألف دينار مصادرة، فراسل الخليفة توزون في الصلح، واعتذر بأنه ما خرج من بغداد إلا لما قيل: إنك اتفقت أنت والبريدي علي، والآن قد آثرت رضاي، فصالح ابني حمدان وأنا أرجع إلى داري، فأجاب توزون إلى الصلح، وقرر توزون على ناصر الدولة في كل سنة ثلاثة آلاف وست مائة درهم (٣)، وعاد توزون محاربا لأبي الحسن بن بويه بواسط، فهزمه (٤).

وفيها: خلع ابن شيرزاد كاتب توزون على لص يقال له: ابن حمدي، وقرر عليه كل شهر خمسة عشر ألف دينار (٥) ضمانا باشر فيه هو وأصحابه، وكان يحاسب عليه كما يحاسب الضمناء، ثم قتله صاحب الشرطة بعد شهور (٦).


(١) «الكامل في التاريخ» (٧/ ١١٧)، و «تاريخ الإسلام» (٢٥/ ٧)، و «العبر» (٢٥/ ٢٣٠)، و «تاريخ ابن خلدون» (٣/ ٥١٥).
(٢) ذكرت الوحشة بين المتقي وتوزون في مصادر الترجمة في سنة (٣٣١ هـ‍).
(٣) في «تاريخ الإسلام» (٢٥/ ١٠): (ثلاثة آلاف ألف درهم)، وفي «الكامل في التاريخ» (٧/ ١٢٥): (بثلاثة آلاف ألف وست مائة درهم).
(٤) «الكامل في التاريخ» (٧/ ١٢٤)، و «تاريخ الإسلام» (٢٥/ ٩)، و «تاريخ ابن خلدون» (٣/ ٥١٥)، و «البداية والنهاية» (١١/ ٢٤٦).
(٥) في «تاريخ الإسلام» (٢٥/ ١٢): (بخمسة وعشرين ألف دينار).
(٦) «الكامل في التاريخ» (٧/ ١٣١)، و «تاريخ الإسلام» (٢٥/ ١٢)، و «النجوم الزاهرة» (٣/ ٢٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>