للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الثعالبي في «اليتيمة»: (جمع خط ابن مقلة إلى نثر الجاحظ ونظم البحتري، واقتبس في صباه من العلوم والآداب ما صار به في العلوم علما، وله ديوان شعر، ومنه: [من الطويل]

وقالوا توصّل بالخضوع إلى الغنى ... وما علموا أن الخضوع هو الفقر

وبيني وبين المال شيئان حرّما ... عليّ الغنى نفسي الأبيّة والدّهر

إذا قيل هذا اليسر أبصرت دونه ... مواقف خير من وقوفي بها العسر

وله: [من الخفيف]

ما تطعمت لذة العيش حتى ... صرت للبيت والكتاب جليسا

ليس شيء أعز عندي من العل‍ ... م فما أبتغي سواه أنيسا

إنما الذل في مخالطة النا ... س فدعهم وعش عزيزا رئيسا

وله في الصاحب ابن عباد: [من الطويل]

ولا ذنب للأفكار أنت تركتها ... إذا احتشدت لم تنتفع باحتشادها

سبقت بإفراد المعاني وألفت ... خواطرك الألفاظ بعد شرادها

فإن نحن حاولنا اختراع بديعة ... حصلنا على مسروقها ومعادها

وله فيه يهنئه بالعافية: [من الطويل]

أفي كل يوم للمكارم روعة ... لها في قلوب المكرمات وجيب (١)

تقسّمت العلياء جسمك كله ... فمن أين للأسقام فيك نصيب

إذا ألمت نفس الوزير تألّمت ... لها أنفس تحيا بها وقلوب) (٢)

قال ابن خلكان: (وشعره كثير، وطريقه سهل، وله كتاب «الوساطة بين المتنبي وخصومه» أبان فيه عن فضل غزير، واطلاع كثير، ومادة متوفرة) (٣).

توفي سنة ست وستين وثلاث مائة.


(١) الوجيب: الخفق والارتجاف.
(٢) انظر «يتيمة الدهر» (٤/ ٣).
(٣) انظر «وفيات الأعيان» (٣/ ٢٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>