للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحب الأحوال والمقامات، كان من أولاد الأمراء، ثم تزهد.

قال الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي: (هو اليوم شيخ المشايخ، لم يبق للقوم أقدم منه سنا ولا أتم حالا، متمسك بالكتاب والسنة، فقيه على مذهب الشافعي) (١).

توفي ثالث رمضان سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة وله خمس وتسعون سنة، وقيل:

عاش مائة وأربع سنين.

١٦٦٧ - [أبو الجيش الأموي] (٢)

أمير اليمن إسحاق بن إبراهيم بن محمد ابن زياد الأموي، المكنى بأبي الجيش.

ولي اليمن بعد وفاة أخيه زياد بن إبراهيم المذكور في العشرين الرابعة من المائة قبل هذه، في ترجمة أبيه إبراهيم بن محمد بن زياد (٣)، وطالت ولاية أبي الجيش المذكور نحوا من ثمانين سنة، فتغلبت عليه أطراف البلاد، فثار بصعدة الإمام الهادي يحيى بن الحسين الرسي، وتغلب عليها، وتغلب على صنعاء أسعد بن أبي يعفر إبراهيم بن محمد بن يعفر بن عبد الرحيم الحوالي، وتغلب من ملوك تهامة الأمير سليمان بن طرف صاحب عثر، وإليه ينسب المخلاف السليماني، لكن المتأخرين مع تغلبهما يخطبان لأبي الجيش، ويضربان السكة على اسمه، ولا يحملان إليه هدية ولا ضريبة، وبقي بيد أبي الجيش من البلد من عدن إلى حرض، وهو نحو عشرين مرحلة طولا، ومن غلافقة إلى أعمال صنعاء عرضا، وهو نحو خمس مراحل، ولم يزل ملكه بيده إلى أن توفي سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة، فخلفه ولد له اسمه: عبد الله، وقيل: زياد، وقيل:

إبراهيم، وتولت كفالته أخته هند بنت أبي الجيش، وعبد حبشي أستاذ يسمى رشيدا، فهلك رشيد عن قرب، فقام بالأمر بعده عبد من مولدي النوبة، يسمى الحسين بن سلامة.


(١) «طبقات الصوفية» للسلمي (ص ٤٦٢).
(٢) «السلوك» (٢/ ٤٧٨)، و «بهجة الزمن» (ص ٣٨)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٤٤٧)، و «الفضل المزيد» (ص ٥٢)، و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ١٦).
(٣) لم يترجم له المؤلف رحمه الله تعالى، وانظر ترجمة أبيه في «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>