للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن أين الثريا من الثرى؟ وهذا المعنى موجود في قول المتنبي: [من الطويل]

هي الغرض الأقصى ورؤيتك المنى ... ومنزلك الدنيا وأنت الخلائق

لكنه ما استوفاه؛ فإنه فاته ذكر اليوم الذي جعله السلامي هو الدهر، ومع هذا فليس له طلاوة بيت السلامي الذي هو السحر الحلال.

ولعضد الدولة أشعار، منها ما حكاه أبو منصور الثعالبي في «كتاب يتيمة الدهر»: [من الرمل]

ليس شرب الراح إلا في المطر ... وغناء من جوار في السّحر

غانيات سالبات للنهى ... ناغمات في تضاعيف الوتر

مبرزات الكأس من مطلعها ... ساقيات الراح من فاق البشر

عضد الدولة وابن ركنها ... ملك الأملاك غلاّب القدر

نعوذ بالله من غضب الله ومن مثل هذا القول، قيل: إنه لم يفلح بعدها.

طلب حساب ما يدخله في العام؛ فإذا هو ثلاث مائة ألف ألف وعشرون ألف درهم، وجدّد مكوسا ومظالم.

وتوفي سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة، ولما نزل به الموت .. كان يقول: (ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه).

١٦٦٩ - [الخضري المروزي] (١)

أبو عبد الله محمد بن أحمد الفارسي المروزي الخضري-بكسر الخاء، وسكون الضاد المعجمتين، وبالراء-الإمام الكبير الشهير، ختن أبي علي الشّبّوي، زوج ابنته.

سئل: هل يجوز للأجنبي النظر إلى قلامة الظفر؟ فأطرق ساكتا يفكر، فقالت له زوجته بنت أبي علي الشّبّوري: سمعت أبي يقول: إن كان من قلامة أظفار اليدين .. حل النظر إليها، أو من أظفار الرجلين .. لم يجز؛ لأنه عورة، ففرح الخضري وقال: لو لم أستفد من اتصالي بأهل العلم إلا هذه المسألة .. لكانت كافية.

وما ذكر من أن الكفين ليس بعورة-أي: خارج الصلاة-عند أمن الفتنة هو أحد وجهين


(١) «وفيات الأعيان» (٤/ ٢١٥)، و «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ١٧٢)، و «الوافي بالوفيات» (٢/ ٧٢)، و «مرآة الجنان» (٢/ ٣٩٩)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (٣/ ١٠٠)، و «شذرات الذهب» (٤/ ٣٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>