للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبشرت أمالي بملك هو الورى ... ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر

وقد أخذ القاضي أبو بكر الأرجاني معنى البيت الأخير وسبكه في قوله: [من البسيط]

يا سائلي عنه لما ظلت أمدحه ... هذا هو الرجل العاري من العار

لو زرته لرأيت الناس في رجل ... والدهر في ساعة والأرض في دار

وقد استعمل المتنبي أيضا هذا المعنى، لكنه لم يكمله، بل أتى ببعضه في النصف الأخير من هذا البيت: [من الطويل]

هي الغرض الأقصى ورؤيتك المنى ... ومنزلك الدنيا وأنت الخلائق

قال القاضي ابن خلكان: (وما ذكراه وإن كان في معنى ما ذكره السلامي .. فليس فيه رشاقته، ولا عليه طلاوته) (١).

وكان عضد الدولة يقول: إذا رأيت السلامي في مجلسي .. ظننت أن عطارد قد نزل من الفلك إلي.

توفي سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة.

١٧٤٩ - [القاسم بن علي الزيدي] (٢)

الشريف أبو محمد القاسم بن علي بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.

كان من أعيان العترة، ووجوه السادة، إماما عالما عاملا، ملك ما بين صنعاء وصعدة إلى مخلاف كحلان، وخطب له في هذه النواحي.

ولد سنة عشر وثلاث مائة، وقام بالإمامة سنة تسع وثمانين بترح من بلاد خثعم، ثم أقام بتبالة، واستخرج الغيل القديم الذي بها، وملك صعدة، وسار إلى نجران، ثم عاد إلى تبالة وترح، فخالف عليه أهل صعدة، فجمع عليهم همدان، وأخرب دربها، وأخرج منها الإمام يوسف بن يحيى بن الناصر وطرده عنها، وولاها ابنه جعفر بن القاسم، ثم وصل إلى الريدة، وأطاعه كافة أهل البون وبايعوه، وأمر الشريف أبا القاسم الحسين الزيدي من ولد


(١) «وفيات الأعيان» (٤/ ٤٠٧).
(٢) «بهجة الزمن» (ص ٦٠)، و «طراز أعلام الزمن» (٣/ ١٩)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٢٦)، و «طبقات الزيدية الكبرى» (٢/ ٨٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>