للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حكي أنه مدحه بعض الشعراء بعد هذه القصيدة، فلم يجزه بما يرضيه، فجاء إلى ابن نباتة المذكور وقال: أنت غريتني (١)، وأنا ما مدحته إلا ثقة بضمانك، فتعطيني ما يليق بمثل قصيدتي، فأعطاه من عنده شيئا رضي به، فبلغ ذلك فخر الملك، فسير لابن نباتة جملة مستكثرة.

وقال فيه بعضهم: [من الوافر]

أرى كبدي وقد بردت قليلا ... أمات الهم أم عاش السرور

أم الأيام خافتني لأني ... بفخر الملك منها مستجير

حكي أنه رفع إليه شخص قصة سعى فيها بهلاك آخر، فلما وقف فخر الملك عليها ..

كتب في ظهرها: «السعاية قبيحة وإن كانت صحيحة، فإن كنت أجريتها مجرى النصح ..

فخسرانك فيها أكثر من الربح، ومعاذ الله أن نقبل من مهتوك في مستور، ولولا أنك في خفارة شيبك .. لقابلناك بما يشبه مقالك ونردع به أمثالك، فاكتم هذا العيب، واتق من يعلم الغيب، والسلام».

ومن أجله صنف ابن الحاسب كتاب «الفخري» في الجبر والمقابلة.

ولم يزل فخر الملك في عزه وجاهه وحرمته إلى أن نقم عليه مخدومه سلطان الدولة المذكور بسبب فقتله، وذلك في سنة سبع وأربع مائة.

وتقلد الوزارة بعده أبو محمد بن سهلان، يقال: إنه وجد في خزانة فخر الملك ألف ألف دينار ومائتا ألف دينار عينا عتيقا غير ما نهب، وسوى الغلات والعروض.

١٧٩٦ - [مرجان مولى ابن سلامة] (٢)

مرجان مولى الحسين بن سلامة مولى رشيد مولى أبي الجيش إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن زياد الأموي.

قبض على القائم من بني زياد واسمه: عبد الله وعمّته هند بنت أبي الجيش، وسلمهما إلى مولاه نفيس، فبنى عليهما جدارا وهما حيّان يناشدانه الله عزّ وجل حتى ختم عليهما،


(١) في (ق): (غررتني).
(٢) «وفيات الأعيان» (٢/ ٥٢)، و «طراز أعلام الزمن» (٤/ ١٥)، و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>