للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي غير محضرنا غير الله لونه؟ فرماه الله بالبرص من وقته، فافترق الناس وما لهم ذكر إلا ما شاهدوه من كرامته وفضله.

وكان شجاعا مقداما، جاهد الصليحي وشيعته الإسماعيلية، وكان له معهم وقعات مشهورة، آخرها اجتماعهم بالمثوى ومع الشريف ألف وخمس مائة فارس وآلاف من الرّجل، ومع الصليحي أضعاف ذلك، فقتل الشريف حمزة في تلك الوقعة في سنة تسع وخمسين وأربع مائة، وفي ذلك يقول شاعر الصليحي: [من الكامل]

وصرعن بالمثوى منهم سيدا ... ذا نجدة وبكرهنا أن يصرعا (١)

وكان الشريف يقاتل وهو يقول: [من الرجز]

أطعن طعنا ثائرا غباره ... طعن غلام بعدت أنصاره

وانتزحت من يومه دياره

وصبر يومئذ عنده تسعون شيخا صرعوا حوله، منهم عشرة أنفس لكل واحد عشرة بنين وعشر بنات.

١٩٤٥ - [علي بن محمد الصليحي] (٢)

أبو الحسن علي بن محمد القائم باليمن.

كان والده القاضي محمد بن علي الصليحي فقيها عالما، سنيا، حسن السيرة، مطاعا في أهله.

وكان الداعي عامر بن عبد الله الزواحي يركب إليه كثيرا لصلاحه ورئاسته وعلمه، فرأى يوما ولده عليا المذكور، فلاحت له فيه مخائل النجابة وهو إذ ذاك دون البلوغ، فجعل الزواحي كلما وصل إلى القاضي محمد بن علي الصليحي .. اجتمع بولده علي المذكور وحادثه، وإذا خلا به .. أطلعه على ما عنده حتى استماله وغرس في قلبه من علومه وأدبه


(١) كذا في «طراز أعلام الزمن» (١/ ٣٨٣)، والبيت مكسور ولم يتبيّن لنا معناه.
(٢) «طبقات فقهاء اليمن» (ص ٨٨)، و «الكامل» (٨/ ٢١٢)، و «السلوك» (٢/ ٤٨٥)، و «وفيات الأعيان» (٣/ ٤١١)، و «بهجة الزمن» (ص ٧٢)، و «تاريخ الإسلام» (٣٢/ ٩١)، و «مرآة الجنان» (٣/ ١٠٣)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٣٤٥)، و «العقد الثمين» (٦/ ٢٣٨)، و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ١٥٩)، و «شذرات الذهب» (٥/ ٣١٧)، وسيعيد المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة في وفيات سنة (٤٧٣ هـ‍)، انظر (٣/ ٤٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>