للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها: أنهم ذكروا أن داعيهم الذي أظهر مذهبهم في اليمن وملكها اسمه: علي بن الفضل، من ولد خنفر بن سبأ، والمذكور في هذا التاريخ اسمه: علي بن محمد الصليحي.

ومنها: أن دعوتهم ظهرت في سنة سبعين ومائتين، والمذكور فيما تقدم من هذا التاريخ أن دعوتهم ظهرت سنة ثلاث وخمسين وأربع مائة.

ومنها: أنهم ذكروا أن علي بن الفضل المذكور كان داعيا للإسماعيلية، والصليحي المذكور في هذا التاريخ كان داعيا للرافضة الإمامية.

ولكن يمكن الجمع بينهما على هذا الوجه، وهو أنهم في الظاهر يعتزون إلى مذهب الإمامية، وفي الباطن يتدينون بمذهب الباطنية كما قال الإمام الغزالي في وصف الباطنية:

ظاهر مذهبهم الرفض، وباطنه الكفر المحض.

ومنها: أن الداعي علي بن الفضل لما استولى على اليمن .. تظاهر بالزندقة وخلع الإسلام، وأمر جواريه أن يضربن بالدفوف على المنبر بشعر قاله: [من المتقارب]

خذي الدف يا هذه واضربي ... وغني هذاذيك ثم اطربي

تولى نبي بني هاشم ... وهذا نبي بني يعرب

يعني نفسه لعنه الله.

وقد حط عنا فروض الصلاة ... وحط الصيام ولم يتعب

قال: ويحتمل أنهما قضيتان في زمانين، والله أعلم) اهـ‍ (١)

احتمال تعدد القضيتين هو الظاهر، بل المتعين؛ فإن ابن الفضل أول من أظهر مذهب الإسماعيلية باليمن، أرسله ميمون القداح القائم بمشهد الحسين جد العبيدين، يدعون إلى ولده عبيد جد العبيدين القائم بالمغرب ومصر، وذلك قبل أن يتولى مصر والمغرب، فدخل اليمن هو ومنصور، وأظهر الدعوة، واستولى علي بن الفضل على صنعاء وغيرها من نجد اليمن وتهامته، ثم أظهر الزندقة وخلع الإسلام، فبذل طبيب نفسه للمسلمين، واحتال حتى توصل إلى قتله، وذلك في سنة سبعين ومائتين، ثم تلاشى بعده أمر الباطنية باليمن، فكانوا بأطراف اليمن متسترين به، يقوم به واحد بعد واحد منهم إلى أن صار إلى الداعي عامر بن


(١) «مرآة الجنان» (٣/ ١٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>