للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن عتاب الجذامي مولاهم المالكي، مفتي قرطبة وعالمها ومحدثها، والإمام اللغوي أبو غالب ابن بشران الواسطي الحنفي، ويعرف بابن الخالة، كذا في «تاريخ اليافعي» (١)، وفي «كتاب الذهبي»: أبو سهل بن بسران اللغوي (٢).

***

[السنة الثالثة والستون]

فيها: أقام صاحب حلب محمود بن صالح الكلابي الخطبة العباسية بحلب، ولبس الخطيب السواد، فأخذت رعاع الرافضة حصر الجامع وقالوا: هذه حصر الإمام علي، فليأت أبو بكر بحصره، وجاءت محمودا الخلع مع طراد الزينبي، ثم بعد قليل جاء السلطان ألب أرسلان، وحاصر محمودا، فخرجت أمه بتقاديم وتحف فرحل عنهم (٣).

وفيها: كانت الملحمة الكبرى، خرج أرمانوس في مائتي ألف من الفرنج والروم والكرج -بالجيم-فوصلوا إلى ملازكرد (٤)، فبلغ السلطان كثرتهم وما عنده سوى خمسة عشر ألف فارس، فصمم على الملتقى وقال: إن استشهدت .. فابني ملك شاه ولي عهدي، فلما التقى الجمعان .. أرسل السلطان يطلب المهادنة، فقال طاغية الروم: لا هدنة إلا بالريّ، فاحتد السلطان ألب أرسلان، وجرى المصاف يوم الجمعة والخطباء على المنابر، ونزل السلطان، وعفر وجهه في التراب وبكى وتضرع، ثم ركب وحمل، فصار المسلمون وسط القوم، وصدقوا، وأنزل الله سبحانه النصر، فقتلوا الروم كيف شاءوا، وانهزمت الروم، وامتلأت الأرض بالقتلى، وأسر أرمانوس، فأحضر إلى السلطان، فضربه ثلاث مقارع بيده وقال: ألم أرسل إليك في الهدنة فأبيت؟ ! فقال: دعني من التوبيخ وافعل ما تريد، فقال:

ما كنت تفعل بي لو أسرتني؟ قال: فما كنت تظن أن أفعل بك؟ قال: إما أن تقتلني، وإما أن تشهرني في بلادك، وأبعدها العفو، قال أرمانوس: ما عزمت على غير هذا، ثم فدى نفسه بألف ألف دينار وخمس مائة ألف دينار، وبكل أسير في مملكته، فخلع عليه، وأطلق


(١) «مرآة الجنان» (٣/ ٨٦).
(٢) بل جميع كتب الذهبي أوردته كما أورده اليافعي.
(٣) «الكامل في التاريخ» (٨/ ٢٢١)، و «تاريخ الإسلام» (٣١/ ١٠)، و «العبر» (٣/ ٢٥٢)، و «البداية والنهاية» (١٢/ ٥٦٥).
(٤) كذا في «الكامل في التاريخ» (٨/ ٢٢٣)، وقال ياقوت الحموي في «معجم البلدان» (٥/ ٢٠٢): (منازجرد: بعد الألف زاي ثم جيم مكسورة، وراء ساكنة، ودال، وأهله يقولون: منازكرد بالكاف، بلد مشهور بين خلاط وبلاد الروم يعدّ في أرمينية، وأهله أرمن وروم).

<<  <  ج: ص:  >  >>