للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: وقع الموتان في الدواب، حتى أن راعيا قام إلى الغنم وقت الصباح، فوجدها موتى (١).

***

[السنة الخامسة والستون]

فيها: قتل السلطان الكبير عضد الدولة أبو شجاع ألب أرسلان بن الملك داود بن ميكائيل بن سلجوق السلجوقي، وقام ولده جلال الدولة أبو الفتح ملكشاه مقامه، فقتل عمه قاروت بك، وكحل سلطان شاه.

وفيها: توفي أبو الغنائم عبد الصمد بن علي العباسي، والأستاذ زين الإسلام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري، مصنف «الرسالة»، والخطيب أبو الحسين محمد بن علي بن العباسي، وأبو القاسم يوسف بن علي الهذلي المتكلم المقرئ، وهنّاد النسفي، وأبو جعفر بن المسلمة، وصرّدرّ الشاعر.

وفيها: افترق الجيش، واقتتلوا، فقتل نحو أربعين ألفا، ثم التقوا مرة ثانية، وكثر القتل في العبيد، وانتصر الأتراك، وضعف المستنصر، وأنفق خزانته في رضاهم، وغلب العبيد على الصعيد، ثم جرت لهم وقعات، وعاد الغلاء المفرط والوباء، ونهبت الجند دور العامة.

قال ابن الأثير: (اشتد الغلاء والوباء، حتى أن أهل البيت كانوا يموتون في ليلة واحدة، وحتى حكي أن امرأة أكلت رغيفا بألف دينار، باعت عروضا لها قيمته ألف دينار، واشترت بها حملة قمح، وحمله الحمّال على ظهره، فنهبت الحملة، فنهبت المرأة مع الناس، فحصل لها رغيف واحد) (٢).

***

[السنة السادسة والستون]

فيها: كان الغرق ببغداد، وهلك خلق تحت الردم، وأقيمت الجمعة في الطيار على ظهر الماء، وكان الموج كالجبال، وغرق الجانب الشرقي خاصة، وتهدم بعض جامع


(١) «المنتظم» (٩/ ٥٠٠)، و «تاريخ الإسلام» (٣١/ ١٥)، و «البداية والنهاية» (١٢/ ٥٧٠).
(٢) «الكامل في التاريخ» (٨/ ٢٣٨)، وانظر الحادثة في «تاريخ الإسلام» (٣١/ ١٩)، و «العبر» (٣/ ٢٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>