للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السنة السادسة والسبعون]

فيها: عزم أهل حران وقاضيهم على تسليم حران إلى أمير التركمان؛ لكونه سنيا، وعصوا على صاحب الموصل مسلم بن قريش؛ لكونه رافضيا، ولكونه مساعدا المصريين على محاصرة دمشق، فأسرع مسلم بن قريش إلى حران، ورماها بالمنجنيق وأخذها، وذبح القاضي وولديه، وقتل جماعة من أهل البلد (١).

وفيها: توفي الإمام المجمع على جلالته وبراعته الشيخ أبو إسحاق الشيرازي مصنف «التنبيه» و «المهذب»، وطاهر بن الحسين القوّاس الحنبلي، والحافظ عبد الله بن عطاء الهروي، والواعظ أبو بكر البكري الأشعري، وأبو عبد الله محمد بن شريح الرعيني الإشبيلي، وأبو طاهر ابن أبي الصّقر، وأبو حكيم الخبري.

***

[السنة السابعة والسبعون]

فيها: سار صاحب قونية سليمان بن قتلمش السلجوقي إلى الشام بجيوشه، فأخذ أنطاكية وكانت بيد النصارى منذ مائة وعشرين سنة، وكان ملكها قد سار عنها إلى بلاد الروم، ورتب بها نائبا، فأساء إلى أهلها وإلى الجند في إقامته بها، فلما دخل بلاد الروم ..

اتفق ولده والنائب المذكور على تسليمها إلى صاحب قونية، فكاتبوه، فأسرع في البحر، ثم طلع وسار إليها في جبال وعرة، فأتاها بغتة، فنصب السلاليم ودخلها، وقتل جماعة، وعفى عن الرعية، وأخذ منها أموالا لا تحصى، ثم بعث إلى نسيبه السلطان ملك شاه بن ألب أرسلان السلجوقي يبشره بالفتح، وكان صاحب الموصل يأخذ القطيعة (٢) من أنطاكية، فطلب العادة من سليمان، فقال: ذلك الملك كان كافرا يسلم الجزية، وأنا بحمد الله مؤمن (٣).

وفيها: توفي ذو الوزارتين محمد بن عمار الأندلسي الشاعر المشهور، والعالم النبيل إسماعيل بن مسعدة بن الإمام أبي بكر الإسماعيلي الجرجاني، وأبو سعد عبد الله بن الإمام


(١) «الكامل في التاريخ» (٨/ ٢٨٦)، و «تاريخ الإسلام» (٣٢/ ١٦)، و «العبر» (٣/ ٢٨٥).
(٢) القطيعة: ما يقطع من أرض الخراج.
(٣) «الكامل في التاريخ» (٨/ ٢٩٤)، و «تاريخ الإسلام» (٣٢/ ٢١)، و «العبر» (٣/ ٢٨٧)، و «مرآة الجنان» (٣/ ١٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>