للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخل عدن سنة سبع وثلاثين وأربع مائة، فلقي بها أبا بكر بن أحمد بن محمد البردي (١)، فأخذ عنه «الرسالة» للشافعي.

وحج سنة إحدى وخمسين، فأدرك بمكة الشيخ سعد الزنجاني، فأخذ عنه وعن محمد بن الوليد، ثم عاد إلى اليمن، ودخل عدن سنة ثلاث وأربعين، فأخذ بها عن عبد الله بن محمد بن الحسين بن منصور الزعفراني، وأخذ عن أيوب بن محمد بن أيوب بن كديس الظبائي كتاب «الرقائق» لعبد الله بن المبارك.

أصله من جبل الصلو، ثم انتقل إلى الحاظنة-بحاء مهملة، ثم ألف، ثم ظاء معجمة مكسورة، ثم نون مفتوحة، ثم هاء تأنيث-صقع كبير يجمع قرى كثيرة، سكن الفقيه قرية منها تعرف بالقرنين بفتح القاف، وسكون الراء، ثم نونين بينهما مثناة تحتية.

وكان كثير التردد ما بين بلده والجوة وعدن والجند، وله في كل مدينة أصحاب وشيوخ، وكان أكثر إقامته بالجوه-بضم الجيم، وفتح الواو، ثم هاء-مدينة على مرحلة من الجند في ناحية الجنوب تحت حصن الدملوة، وأخذ عن جماعة، وقصده الطلبة من أنحاء شتى.

وتوفي ببلده سنة ثلاث وتسعين وأربع مائة، وقبره مقصود للزيارة والتبرك، تشم منه رائحة المسك.

قال الجندي: (وأخبرني الثقة أنه يوجد على قبره كل ليلة جمعة طائر أخضر) اهـ‍ (٢)

وأظن-والله أعلم-أنه جاوز المائة؛ لأنه أخذ عن أيوب بن محمد بن كديس، وأيوب توفي على رأس عشر وأربع مائة كما تقدم (٣).

٢٠٩٢ - [ابن الفتى النحوي] (٤)

سليمان (٥) بن عبد الله بن الفتى النهرواني الإمام النحوي اللغوي، صاحب


(١) كذا في «السلوك» (١/ ٢٤٠)، وفي «طبقات فقهاء اليمن» (ص ٩٩): (اليردي)، وفي «طراز أعلام الزمن» (٢/ ١٦٨)، و «العطايا السنية» (ص ٤٢٣)، و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ١٢٦): (اليزدي)، وفي «تحفة الزمن» (١/ ١٧٣): (اليزيدي).
(٢) «السلوك» (١/ ٢٤٢).
(٣) انظر (ص ١٨٤٢).
(٤) «سير أعلام النبلاء» (١٩/ ٦١١)، و «تاريخ الإسلام» (٣٤/ ١٥١)، و «العبر» (٣/ ٣٣٨)، و «الوافي بالوفيات» (١٥/ ٣١١)، و «مرآة الجنان» (٣/ ١٥٦)، و «بغية الوعاة» (١/ ٥٩٥)، و «شذرات الذهب» (٥/ ٤٠٤).
(٥) وقيل: سلمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>