للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: قدم أبو حامد الغزالي إلى دمشق زاهدا في الدنيا وما كان فيه من رئاستها، والإقبال والقبول من الخليفة وكبراء الدولة، وصنف «الإحياء»، وأسمعه بدمشق، وأقام بها سنين، ثم حج، ورجع إلى وطنه (١).

قال الشيخ اليافعي: (هكذا ذكر بعض المؤرخين، وهو مخالف لما ذكره الغزالي رحمه الله في كتابه «المنقذ من الضلال» أنه أقام بالشام قريبا من سنتين مختليا بنفسه، ولم يذكر إسماعه «الإحياء» ولا تصنيفه إياه، ولو كان .. لذكره كما ذكر علوما أخر صنف فيها قبل السنتين، وأيضا، فتصنيف «الإحياء» مع ما اشتمل عليه من العلوم الواسعة لا يمكن في أربع سنين فضلا عن السنتين.

قال: وكذا ما ذكره ابن كثير وغيره؛ من أن الغزالي حج قبل سفره إلى الشام، وأنه أقام في الشام عشر سنين، وأنه دخل مصر والإسكندرية، ورام الاجتماع بملك الغرب يوسف بن تاشفين لما بلغه من عدله، كل ذلك مخالف لصريح ما نص عليه أبو حامد في كتابه المذكور؛ فإنه ذكر فيه أنه توجه إلى الشام قبل توجهه إلى مكة، ثم توجه إلى الحج بعد السنتين المذكورتين، ثم كر راجعا إلى وطنه وأولاده.

قال: والعجب كل العجب من قوله: «إنه قصد سلطان الغرب لقضاء أرب» وهو من ملاقاة السلاطين قد هرب) (٢).

وفيها: توفي أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون البغدادي، وشيخ المعتزلة أبو يوسف عبد السلام القزويني، والمعتمد على الله أبو القاسم محمد بن المعتضد اللخمي صاحب الأندلس، وقاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفر الشامي الحموي الشافعي، والحافظ أبو عبد الله الحميدي مؤلف «الجمع بين الصحيحين» واسمه: محمد بن أبي نصر.

وفيها: توفي بدر أمير الجيوش، وتاج الدولة تتش بن ألب أرسلان، ورزق الله التميمي، ومحمد بن علي البغوي، ونجيب الواسطي.

***


(١) «الكامل في التاريخ» (٨/ ٣٩٦)، و «تاريخ الإسلام» (٣٣/ ٤٢)، و «مرآة الجنان» (٣/ ١٤٥)، و «شذرات الذهب» (٥/ ٣٧٩).
(٢) «مرآة الجنان» (٣/ ١٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>