للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: التقى الأخوان دقاق ورضوان ابنا تتش بقنسرين، فانكسر دقاق، ونهب عسكره، ثم تصالحا على أن يقدم أخاه في الخطبة بدمشق (١).

وفيها: أقام رضوان بحلب دعوة العبيديين، وخطب للمستعلي الباطني، ثم بعد أشهر أنكر عليه صاحب أنطاكية وغيره، فأعاد الخطبة العباسية (٢).

وفيها: توفي أبو يعلى أحمد بن محمد البصري الفقيه المعروف بابن الصواف شيخ مالكية العراق، وأبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس رئيس همذان ومحدثها، والإمام العالم الزاهد أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي النابلسي.

***

[السنة الحادية والتسعون]

فيها: فتح الإفرنج الغرب في المراكب، وملكوا كثيرا من بلاد الساحل والشام، وقتلوا المسلمين، وهتكوا حرمتهم.

وفي جمادى الأولى منها: ملكوا أنطاكية بالسيف، وخان بصاحبها بعض أصحابه، فخرج منها هاربا في ثلاثين فارسا، ثم ندم حتى غشي عليه من الغم فأركبوه، فلم يتماسك، فتركوه ونجوا، فعرفه أرمني حطاب، فقطع رأسه، وحمله إلى ملك الإفرنج، وعظم المصاب على المسلمين بأخذ أنطاكية وأهلها، ثم أخذ الفرنج خذلهم الله معرة النعمان بالسيف، ثم تجمع عسكر الجزيرة والشام ومقدمهم دقاق بن تتش صاحب دمشق، وطغتكين أتابكه، وحسين صاحب حمص، وكربوقا صاحب الموصل وغيرهم في جمع عظيم، فحاصروا أنطاكية، وعملوا مع الفرنج مصافّا حتى أشرفوا على أخذ أنطاكية، وسألهم الفرنج الأمان على أنفسهم ليخرجوا منها، فلم يجيبوهم، فلما أيسوا .. خرج الفرنج إليهم محاربين، وتخاذل المسلمون، فهزمهم الفرنج (٣).

وفيها: توفي أبو العباس أحمد بن عبد الغفار الأصبهاني، وأبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي النقيب الهاشمي العباسي، وأبو الحسين مكي بن منصور الكرخي،


(١) «تاريخ الإسلام» (٣٣/ ٤٦)، و «العبر» (٣/ ٣٢٩).
(٢) «الكامل في التاريخ» (٨/ ٤١٢)، و «مرآة الجنان» (٣/ ١٥٢).
(٣) «الكامل في التاريخ» (٨/ ٤١٥)، و «تاريخ الإسلام» (٣٤/ ٨)، و «العبر» (٣/ ٣٣٢)، و «شذرات الذهب» (٥/ ٣٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>