للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال (١): (وكان هذا السلطان وأبوه وقومه سالمين من الابتداع، يؤثرون مذهب السنة، وعمارة المساجد، ومحبة الفقراء والعلماء والعباد، ويعظمون السلف الصالح، وهو الذي بنى حصن يفوز بعد قتل الصليحي، وهو أحد من سلم من الملوك الذين ساروا صحبة الصليحي في سنة ما قتل) (٢).

ولما قتل أسعد المذكور في جمادى الأولى من سنة خمس عشرة وخمس مائة .. ولي ابنه عبد الله بعده.

٢١٩٨ - [الأفضل بن أمير الجيوش] (٣)

الملك الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش بدر الجمالي الأرمني.

كان وزيرا للمستعلي العبيدي، وكان حسن التدبير، فحل الرأي، وهو الذي أقام المستعلي بعد موت أبيه المستنصر مقامه.

وكان شهما مهيبا، بعيد الغور، ولي وزارة السيف والقلم، وإليه قضاء القضاة والتقدم على الدعاة في ولاية المستعلي ثم الآمر، وكانا معه صورة، والحل والربط والنقض والإبرام بيده.

وكان قد أذن للناس في إظهار عقائدهم، وأمات شعار دعوة الباطنية، فمقتوه لذلك، ووثب عليه ثلاثة من الباطنية، فضربوه بالسكاكين فقتلوه، وحمل بآخر رمق، وقيل: إن الآمر دسهم عليه بتدبير أبي عبد الله البطائحي الذي وزر بعده ولقب بالمأمون، وكان قتله في سنة خمس عشرة وخمس مائة.

وخلف من الأموال ما لم يسمع بمثلها، قيل: إنه خلف ست مائة ألف ألف دينار عينا، ومائتين وخمسين إردبا دراهم نقد مصر، وخمسة وسبعين ألف ثوب ديباج أطلس، وثلاثين راحلة أحقاق ذهب عراقي، ودواة ذهب فيها جوهر قيمته اثنا عشرة ألف دينار، ومائة مسمار من ذهب-وزن كل مسمار مائة مثقال-في عشرة مجالس، في كل مجلس عشرة مسامير، على كل مسمار منديل مشدود مذهّب بلون من الألوان، أيما أحب منها لبسه، وخمس مائة


(١) هذا القائل ليس عمارة اليمني، وإنما هو ابن سمرة الجعدي في كتابه «طبقات فقهاء اليمن».
(٢) «طبقات فقهاء اليمن» (ص ١٥٨).
(٣) «الكامل في التاريخ» (٨/ ٦٦٩)، و «وفيات الأعيان» (٢/ ٤٤٨)، و «سير أعلام النبلاء» (١٩/ ٥٠٧)، و «تاريخ الإسلام» (٣٥/ ٣٨٥)، و «العبر» (٤/ ٦٤)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٢١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>