للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[السنة الرابعة]

فيها: أخذت الفرنج بيروت بالسيف، ثم أخذوا صيدا بالأمان، وأخذ صاحب أنطاكية بعض الحصون، وعظم المصاب، وتوجه خلق من المطّوعة يستصرخون الدولة ببغداد على الجهاد، واستغاثوا، فكسروا منبر جامع السلطان، وكثر الضجيج، فشرع السلطان محمد بن ملك شاه في أهبة الغزو وتجهيز العساكر إلى الموصل والشام (١).

وفيها: توفي أبو الحسين بن علي بن الفرج الخشاب المصري شيخ الإقراء بالروايات، وإسماعيل بن أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبو يعلى حمزة بن محمد بن علي البغدادي أخو طراد الزينبي، وأبو الحسن علي بن محمد بن علي الطبري الفقيه الشافعي المعروف بإلكيا الهراسي.

***

[السنة الخامسة]

توفي: سكمان القطبي، وكان قد سيره السلطان محمد بن ملك شاه لجهاد الفرنج، وسارت معه عساكر العراق والجزيرة، فنازلوا الرّها، فلم يقدروا، وقطعوا الفرات، ونازلوا بعض بلاد الفرنج خمسة وأربعين يوما، فلم يصنعوا شيئا، واتفق موت مقدمهم سكمان المذكور، واختلفت آراؤهم فردوا، وطمعت الفرنج في المسلمين، فتجمعوا، فحاصروا صور مدة طويلة (٢).

وفيها: كانت ملحمة عظيمة بالأندلس بين ابن تاشفين وبعض ملوك الفرنج، وانتصر المسلمون، وأسروا وقتلوا وغنموا ما لا يعبر عنه، وذلت الفرنج (٣).

وفيها: توفي أبو محمد عبد الله بن علي الآبنوسي البغدادي المحدث، وأبو الحسن علي بن محمد المعروف بابن العلاّف البغدادي الحاجب مسند العراق، والإمام حجة الإسلام أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي.


(١) «الكامل في التاريخ» (٨/ ٥٧٨)، و «تاريخ الإسلام» (٣٥/ ١٩)، و «العبر» (٤/ ٧)، و «مرآة الجنان» (٣/ ١٧٣).
(٢) «الكامل في التاريخ» (٨/ ٥٨٧)، و «تاريخ الإسلام» (٣٥/ ٢٣)، و «تاريخ ابن خلدون» (٥/ ٢٢٢).
(٣) «الكامل في التاريخ» (٨/ ٥٩١)، و «تاريخ الإسلام» (٣٥/ ٢٥)، و «العبر» (٤/ ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>