للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى خراسان، وامتدح بها جماعة من رؤسائها، وانتشر شعره هناك، وذكر له عدة مقاطيع من الشعر وأثني عليه) انتهى كلام الحافظ ابن عساكر (١).

قال ابن خلكان: (وله ديوان شعر اختاره بنفسه، وذكر في خطبته أنه ألف بيت) اهـ‍ (٢)

قال العماد الكاتب في «الخريدة»: ومدح بكرمان وزيرها مكرم بن العلاء بقصيدته البائية التي أبدع فيها، منها قوله: [من الطويل]

حملنا من الأيام ما لا نطيقه ... كما حمل العظم الكسير العصائبا

ومنها في قصر الليل، وهو معنى لطيف:

وليل رجونا أن يدب عذاره ... فما اختط حتى صار بالفجر شائبا

ومن جيد شعره قوله: [من الكامل]

قالوا هجرت الشعر قلت ضرورة ... باب الدواعي والبواعث مغلق

خلت الديار فلا كريم يرتجى ... منه النوال ولا مليح يعشق (٣)

ومنه: [من البسيط]

إشارة منك تغنيني وأحسنها ... ردّ السلام غداة البين بالعنم

أما ترانا وقد ضمت يد ليد ... عند العناق وقد لاقى فم لفم

حتى إذا طاح عنها المرط من دهش ... وانحل بالضم سلك العقد في الظلم

تبسمت فأضاء الليل فالتقطت ... حبّات منتثر في ضوء منتظم

قيل: والبيت الأخير منها ينظر إلى قول الشريف الرضي: [من البسيط]

وبات بارق ذاك الثغر يوضح لي ... مواقع اللّثم في داج من الظّلم

توفي الغزي المذكور سنة أربع وعشرين وخمس مائة.

ولد بغزة في أرض الشام، وبها ولد أيضا الإمام الشافعي، وبها توفي هاشم جد النبي صلّى الله عليه وسلم، وفي ذلك يقول مطرود بن كعب الخزاعي يبكيه: [من البسيط]

وهاشم في ضريح وسط بلقعة ... تسفي الرّياح عليه بين غزات


(١) «تاريخ ابن عساكر» (٧/ ٥٢).
(٢) «وفيات الأعيان» (١/ ٥٨).
(٣) «خريدة القصر» (٦/ ١١/٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>