للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عقب، قال: واصطلاح كثير من الناس أن من تعانى بذلك لا يعيش له ولد) (١).

قال الخزرجي: (وقد رأينا كثيرا ممن يتعانى ذلك وله عدة أولاد، منهم الفقيه المشهور أبو بكر بن محمد بن عمر اليحيوي وغيره) اهـ‍ (٢)

ولم أقف على تاريخ وفاته، وإنما ذكرته في هذه الطبقة؛ تبعا لشيخه اليهاقري.

٢٤٤٧ - [ابن القطان البغدادي] (٣)

هبة الله بن الفضل البغدادي المعروف بابن القطان، الشاعر المشهور.

سمع الحديث من جماعة، وسمع عليه، وكان كثير المزاح والمداعبة.

قال ابن السمعاني: كتبت عنه حديثين، وكان مليح الشعر، رقيق الطبع، إلا أن الهجاء غالب عليه.

يحكى أنه دخل يوما على الوزير الزينبي وعنده الحيص بيص، فقال: قد عملت بيتين لا يمكن أن يعمل لهما ثالث؛ لأني قد استوفيت المعنى فيهما، فقال الوزير: فما هما؟ فأنشد: [من البسيط]

زار الخيال بخيلا مثل مرسله ... فما شفاني منه الضم والقبل

ما زارني قط إلا كي يوافقني ... على الرقاد فينفيه ويرتحل

فالتفت الوزير إلى الحيص وقال له: ما تقول في دعواه؟ فقال: إن أعادهما .. سمع لهما الوزير ثالثا، فقال الوزير: أعدهما، فأعادهما، فوقف الحيص لحظة ثم قال:

وما درى أن نومي حيلة نصبت ... لطيفة حين أعيى اليقظة الحيل

فاستحسن الوزير ذلك.

توفي ابن القطان المذكور سنة ثمان وخمسين وخمس مائة (٤).


(١) «السلوك» (١/ ٣٥٩).
(٢) «طراز أعلام الزمن» (١/ ٢٠١).
(٣) «المنتظم» (١٠/ ٤٦٣)، و «الكامل في التاريخ» (٩/ ٣٠٤)، و «وفيات الأعيان» (٦/ ٥٣)، و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٣٣٩)، و «تاريخ الإسلام» (٣٨/ ٢٧٥)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٤٦٣).
(٤) في «طبقات فقهاء اليمن» (ص ١٨٥)، و «السلوك» (١/ ٣٣٧)، و «العطايا السنية» (ص ٥٤٧): (ثمان وستين)، وفي «طراز أعلام الزمن» (٣/ ٢٩١): (ثمان وخمسين وثمان مائة) وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>