للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمع بقراءة جماعة من الكبار، ورحل إليه الطلاب من الأمصار.

وتوفي سنة ثمان وسبعين وخمس مائة (١).

٢٥٥٩ - [أحمد الرفاعي] (٢)

شيخ الشيوخ، الولي الكبير، الصالح الشهير، أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد الشهير بالرفاعي.

أصله من الغرب-بالغين المعجمة-ونزل أبوه البطائح بالعراق في قرية يقال لها: أم عبيدة-بفتح العين المهملة-وكسر الموحدة، ثم مثناة من تحت ساكنة، ثم دال، ثم هاء- قرى مجتمعة في وسط الماء بين واسط والبصرة، ولها بالعراق شهرة، فتزوج بأخت الشيخ منصور الزاهد، فولدت له الشيخ أحمد المذكور في سنة خمس مائة.

فتفقه قليلا بمذهب الشافعي، ثم راض نفسه بالتواضع والقناعة، والذل والانكسار حتى طار اسمه في الأقطار، وتبعه خلق كثير، وأحسنوا الاعتقاد فيه كما هو الحقيق بذلك، والطائفة المعروفة بالبطائحية والرفاعية من الفقراء منسوبون إليه.

قال ابن خلكان: (ولأتباعه أحوال عجيبة في النزول في التنانير وهي تضطرم نارا، فيطفئونها، ولزوم الحيات، ويقال: إنهم في بلادهم يركبون الأسود، ومثل هذا وأشباهه، ولهم مواسم يجتمع عندهم من الفقراء عالم لا يعد ولا يحصى، ويقومون بكفاية الكل منهم، قال: وأمورهم مشهورة مستفيضة، فلا حاجة إلى الإطالة.

قال: وكان الشيخ أحمد مع اشتغاله بالعبادة له شعر، فمنه على ما قيل: [من الطويل]

إذا جن ليلي هام قلبي بذكركم ... أنوح كما ناح الحمام المطوق

وفوقي سحاب يمطر الهم والأسى ... وتحتي بحار للهوى تتدفق


(١) كذا في «مرآة الجنان» (٣/ ٤٠٩)، وفي باقي المصادر: توفي سنة (٥٩٨ هـ‍).
(٢) «الكامل في التاريخ» (٩/ ٤٦٩)، و «وفيات الأعيان» (١/ ١٧١)، و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٧٧)، و «العبر» (٤/ ٢٣٣)، و «الوافي بالوفيات» (٧/ ٢١٩)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٤٠٩)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (٦/ ٢٣)، و «البداية والنهاية» (١٢/ ٨٤٠)، و «طبقات الأولياء» (ص ٩٣/)، و «طبقات الصوفية» للمناوي (٢/ ٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>