للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين قايماز، وعلى عدن ونواحيها عثمان الزنجيلي، وعلى زبيد وتهامة خطابا المذكور، وتوجّه إلى مصر ببقية الأمراء والعسكر الذين وصلوا معه.

فلما توفي شمس الدولة توران شاه بن أيوب، وقبض أخوه الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب على أبي الميمون المبارك بن كامل .. بعث الناصر مملوكه حطلبا إلى اليمن، وكتب إلى كافة الأمراء باليمن يأمرهم أن يجتمعوا على خطاب ويخرجوه من زبيد، ويتولى ولايته حطلبا، فلما وصل حطلبا إلى عدن .. التقاه عثمان الزنجيلي بالطاعة، ثم خرجا، فحطا بالجند، فوصلهما ياقوت من تعز، وقايماز من التعكر، وقصدوا زبيد، فهرب خطاب إلى حصن قوارير، فقبض حطلبا زبيد، وعاد كل من الأمراء إلى بلده، فلم يزل خطاب يراسل حطلبا ويهاديه حتى حصل بينهما ألفة، ثم إن حطلبا مرض مرضا شديدا، فلما أشرف على الموت .. استدعى خطابا، فوصله ليلا، فسلم إليه البلد، ثم مات حطلبا، فاستولى خطاب على البلاد، ورجع إلى ما كان فيه من الملك هنالك، فلم يزل مالكا لزبيد والتهائم إلى أن وصل سيف الإسلام طغتكين بن أيوب إلى اليمن، وذلك في شوال سنة تسع وسبعين وخمس مائة، فخرج خطاب في لقائه إلى الكدراء، فلما التقيا ..

ترجل له سيف الإسلام، وأظهر الفرح به؛ إذ كان أول من لقيه من نواب أخيه، ثم قال له:

أنت أخي بعد أخي، وسارا معا إلى زبيد، فأقام سيف الإسلام بزبيد مدة يسيرة، ثم استأذنه خطاب في التقدم إلى الديار المصرية، فأذن له سيف الإسلام، فتجهز، وبرز بأمواله وجميع ذخائره إلى خارج البلد، ثم رجع إلى سيف الإسلام للوداع، فقبض عليه، وأمر بقبض أمواله وأثاثه، ثم سجنه، ويقال: إنه أخذ منه سبعين غلاف زردية مملوءة ذهبا، ثم إن ياقوت التعزي بادر بالنزول من حصن تعز إلى سيف الإسلام بزبيد، فسلم إليه مفاتيح الحصن، فاستحسن منه ذلك، وأكرمه وأعاده على ولايته، وبعث معه بخطاب، وأمره أن يحبسه بحصن تعز، ثم بعد أيام أمر بقتله، فقتل في آخر سنة تسع وسبعين وخمس مائة.

٢٥٧٠ - [أحمد الصياد] (١)

الشيخ الولي الصالح قطب الدين أبو العباس أحمد بن أبي الخير المعروف بالصياد، ذو الأحوال الظاهرة، والكرامات الباهرة.


(١) «السلوك» (٢/ ٣٩)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ٧٣)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٣٩٩)، و «طبقات الخواص» (ص ٦٤)، و «تاريخ شنبل» (ص ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>