للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انهزم فيه عسكر الداعي، ثم دخل أحمد بن مهدي الجوة وحرقها، فقال شاعر بني مهدي في ذلك: [من الكامل]

بكرت تفلّ من الكماة ضراغما ... وسرت تهز عواسلا وصوارما

علوية مهدية قلدتها ... من آل مهديّ هماما حازما

وكذاك ليس تروق أبنية العلا ... إلا إذا كنتم لهن دعائما

صبّحت أكناف الجواة بغارة ... شعواء طبّقت الجواة جماجما (١)

وفيها: توفي القطب شيخ المشايخ عبد القادر الجيلاني، والحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد الصنهاجي، وأبو عبد الله بن العباس الرستمي.

***

[السنة الثانية والستون]

[فيها]: سار أسد الدين شيركوه السير الثاني إلى مصر ببعض جيوش نور الدين الشهيد محمود بن زنكي، فنازل الجيزة شهرين، واستنجد شاور وزير مصر بالفرنج، فدخلوا إلى مرج النيل من دمياط، والتقى المصريون-وساعدتهم الفرنج-بأسد الدين شيركوه وعسكره، فانتصر أسد الدين عليهم، وقتل ألوف من الفرنج.

قال ابن الأثير: (وهذا من أعجب ما ورخ؛ أن ألفي فارس تهزم عساكر مصر والفرنج! ) (٢)

ثم استولى أسد الدين على الصعيد، وتقوى بخراجها، وأقامت الفرنج بالقاهرة، ثم قصدوا الإسكندرية وقد أخذها صلاح الدين يوسف بن أيوب، فحاصروه أربعة أشهر، ثم كر أسد الدين منجدا له، فترحلت الملاعين الفرنج بعد أن استقر لهم بالقاهرة شحنة وقطيعة مائة ألف دينار في العام، وصالح شاور أسد الدين على خمسين ألف، أخذها أسد الدين، ونزل الشام (٣).


(١) «طراز أعلام الزمن» (٢/ ١٧٧)، و «بغية المستفيد» (ص ٧٧).
(٢) «الكامل في التاريخ» (٩/ ٣٢٨).
(٣) «الكامل في التاريخ» (٩/ ٣٢٧)، و «العبر» (٤/ ١٧٦)، و «مرآة الجنان» (٣/ ٣٧٠)، و «شذرات الذهب» (٦/ ٣٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>