للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبهت التركماني وتحير، ورمى اليد وخاف وهرب، وأخذ هو تلك بيده اليمنى، ولحق أصحابه، وهو يلتفت إليه حتى غاب عنه، ولما وصل إلى أصحابه .. رأوا في يده اليمنى منديلا لا غير.

قال ابن خلكان: (ويحكى مثل هذا أشياء كثيرة، والله أعلم بصحتها) اهـ‍ (١)

قال الشيخ عبد الله اليافعي: (ويحكى مثل ذلك عن ابن سيناء أيضا) (٢).

وللحكيم المذكور مصنفات عديدة: ك‍ «التنقيحات» في أصول الفقه، و «التلويحات» وكتاب «الهياكل»، و «الرسالة الغريبة» وغير ذلك.

وله أشعار، منها الأبيات المشهورة التي أولها: [من الكامل]

أبدا تحن إليكم الأرواح ... ووصالكم ريحانها والراح

قال ابن خلكان: (كان يتهم بانحلال العقيدة، والتعطيل، واعتقاد مذهب الحكماء، فلما وصل إلى حلب .. أفتى علماؤها بإباحة دمه بما ظهر لهم من سوء مذهبه في اعتقاده، وذلك في دولة الملك الظاهر بن السلطان صلاح الدين، فحبسه، ثم خنقه بإشارة والده صلاح الدين، وقيل: قتله وصلبه أياما) (٣)، وقيل: خير بين أنواع القتل، فاختار الموت جوعا؛ لاعتياده الرياضة، فمنع من الطعام حتى تلف، وذلك سنة سبع وثمانين وخمس مائة.

قال سبط ابن الجوزي: (وأهل حلب مختلفون في أمره، فأكثرهم ينسبه إلى الزندقة والإلحاد، ومنهم من يعتقد فيه الصلاح وأنه من أهل الكرامات ويقولون: ظهر لهم بعد قتله ما يشهد له بذلك)، والله أعلم بحاله.

وقتل وعمره ثمان-وقيل: ست-وثلاثون سنة.

٢٦٣٢ - [ابن سمرة] (٤)

عمر بن علي ابن الحسين بن سمرة الجعدي، مؤلف «طبقات فقهاء اليمن».


(١) «وفيات الأعيان» (٦/ ٢٧٠).
(٢) «مرآة الجنان» (٣/ ٤٣٥).
(٣) «وفيات الأعيان» (٦/ ٢٧٢).
(٤) «طبقات فقهاء اليمن» (ص ٣)، و «السلوك» (١/ ٤٦٦)، و «العطايا السنية» (ص ٤٩٤)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٤٣٧)، و «تحفة الزمن» (١/ ٣٧٩)، و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ١٧٩)، و «هجر العلم» (١/ ١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>