للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذ عن محمد بن مفلح العجيبي كتب الغزالي الفروعية، فقيل له: اقرأ مصنفاته في الأصول، فقال شعرا: [من الوافر]

أحب فروعه وألح فيها ... وأكره ما يصنّف في الأصول

لأن مقاله فيه مقال ... لأرباب الشريعة والعقول

فلست بخائض ما عشت فيها ... لأسلم ثمّ من خطر الدخول

أدين بأصل أحمد طول عمري ... ولست إلى سواه بمستميل

قال الجندي: (أخبرت أنه مات بمكة في آخر المائة السادسة) (١).

٢٧١٨ - [علي التباعي] (٢)

علي بن أبي بكر أبو الحسن التباعي.

تفقه بابن سحارة، وبابن عمه عمرو بن حمير المذكور قبله.

وكان فقيها عالما، صالحا زاهدا عابدا، غلب عليه العبادة والنسك، وقصد للزيارة من البعد، وبلده المخادر.

يحكى أن الفقيه سفيان الأبيني قدم إليه المخادر، فخرج أهل القرية في لقائه، ولم يخرج الفقيه علي، فسأل عنه الفقيه سفيان، فقيل له: بلغه أنك تقول بالرقص مع الصوفية وهو يكره ذلك، فوقف الفقيه سفيان عن السير، وكان بالناس حاجة شديدة إلى المطر وقال: خيّروا الفقيه عليا بين أن يتلقانا وعلينا حصول المطر بإذن الله، أو يقف في بيته ونحن نصله وعليه حصول المطر، فلما بلغ الفقيه عليا ذلك .. بكى، وخرج مسرعا للقاء الفقيه سفيان، فلما تلاقيا .. تسالما واعتنقا وبكيا، ولم يسيرا غير قليل حتى وقع المطر عليهم كأفواه القرب.

وحكى الجندي عن بعض مؤذني المخادر قال: أصابني وجع في صدري أتعبني، فألهمت زيارة الفقيه، والدعاء إلى الله تعالى عند تربته، والتوسل به إلى الله تعالى في حصول العافية، فنمت عقب ذلك، فرأيت في نومي الفقيه، فسألته أن يمسح على


(١) «السلوك» (١/ ٣٤١).
(٢) «السلوك» (٢/ ١٨٢)، و «العطايا السنية» (ص ٤٦٢)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٢٣٥)، و «تحفة الزمن» (١/ ٤٩٤)، و «طبقات الخواص» (ص ٢١١)، و «هجر العلم» (٤/ ١٩٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>