للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الجمع بين المهذب والوسيط»، وله تعليقة في الخلاف والعقيدة، وكتاب في الجدل.

تقدم كثيرا في دولة نور الدين أرسلان صاحب الموصل، كان يرجع إليه في الفتاوى، ويشير إليه في الأمور، ويبحث معه حتى انتقل بسببه من مذهب أبي حنيفة إلى مذهب الشافعي، وتوجه رسولا إلى بغداد غير مرة، وولي قضاء الموصل.

وكان شديد الورع والتقشف، لا يلبس الثوب الجديد حتى يغسله، ولا يمس القلم للكتابة إلا ويغسل يده، مع دماثة الأخلاق، وحسن الطباع.

ولما توفي نور الدين أرسلان .. توجه المذكور إلى بغداد لتقرير ولده القاهر مسعود، فعاد بالخلع والتقليد، وتوفرت حرمته عند القاهر أكثر مما كانت عند أبيه.

وتوفي سنة ثمان وست مائة.

قال الملك المعظم صاحب إربل: رأيت الشيخ عماد الدين في النوم بعد موته فقلت له:

ما مت؟ ! فقال: بلى، ولكني محترم.

٢٧٧٨ - [القاضي السعيد هبة الله بن جعفر] (١)

القاضي السعيد أبو القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن المعتمد السعدي، الشاعر المشهور، المصري، صاحب الشعر البديع، والنظم الرفيع.

ومنه في غزل قصيدة مدح بها القاضي الفاضل: [من الطويل]

ولو أبصر النّظّام جوهر ثغرها ... لما شكّ فيه أنه الجوهر الفرد

ومن قال إن الخيزرانة قدّها ... فقولوا له إياك أن يسمع القدّ

كان أحد الفضلاء، أخذ الحديث عن أبي طاهر السّلفي، واختصر كتاب «الحيوان» للجاحظ، وسمى المختصر: «روح الحيوان».

وكان بمصر شاعر يقال له: أبو المكارم هبة الله بن وزير، فبلغ القاضي السعيد أنه


(١) «معجم الأدباء» (٧/ ١٩٦)، و «التكملة لوفيات النقلة» (٢/ ٢٣١)، و «وفيات الأعيان» (٦/ ٦١)، و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٤٨٠)، و «تاريخ الإسلام» (٤٣/ ٣١٤)، و «العبر» (٥/ ٢)، و «الوافي بالوفيات» (٢٧/ ١٣٥)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١٧)، و «حسن المحاضرة» (١/ ٤٨٨)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>