للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السنة الموفية عشرين بعد الست مائة]

فيها: اختطّ السلطان أحمد بن محمد الحبوضي مدينة ظفار، وأمر أهل مرباط بالانتقال عنها إلى ظفار، وكان ملكا جوادا، شجاعا شهما، حسن السيرة (١).

يحكى أن أهل مملكته ووجوه دولته خامروا عليه في بعض السنين، فاعتقلوه ونصبوا ابن أخيه مكانه، فلم تكن سيرته مرضية، فكتب أحمد المذكور إلى الوزير ووجوه الدولة كتابا أودعه هذه الأبيات: [من الكامل]

حاشاكم أن تقطعوا صلة الذي ... أو تصرفوا علم المعارف أحمدا

هو مبتدا نجباء أبنا جنسه ... والله يأبى رفع غير المبتدا

أغريتم الزمن المعاند باسمه ... وحذفتموه كأنه ياء الندا

وجعلتموه الحال بعد كلامكم ... ومحلّه استفهام لفظ أوردا

فأطلقوه، وعزلوا ابن أخيه، وولوه عليهم، فلم يحدث إليهم ولا إلى ابن أخيه شيئا يكرهونه، وهو أول من ملك ظفار من الحبوضيين، وقيل: إن أول من ملكها أبوه، ولم يزل الملك في أهله وعقبه إلى سنة ثمان وسبعين وست مائة، فحدث بين المظفر وسالم بن إدريس الحبوضي ما سيأتي بيانه في محله إن شاء الله تعالى (٢).

وفيها: توفي الفخر ابن عساكر، واسمه: عبد الرحمن بن محمد، وسلطان المغرب المستنصر بالله أبو يعقوب يوسف بن محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي القيسي، ولي الأمر عشر سنين بعد أبيه، ومات شابّا ولم يعقب، والشيخ موفق الدين عبد الله [بن أحمد] بن محمد بن قدامة المقدسي.

والله سبحانه أعلم

***


(١) «السلوك» (٢/ ٤٧٠)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٤٤٢).
(٢) انظر (٥/ ٣٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>