للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالله يا قبر الفقيه محمد ... ماذا صنعت بوجهه المتلالي

لو أن تربك بالترائب يشترى ... وازنته المثقال بالمثقال

لو كان لي أمر دفنتك في الحشى ... وجعلت صفّ اللّبن من أوصالي

ما الرّزء في فرس يموت وإنما ... رجل بميتته ممات رجال

وا وحشتاه على البلاد تعطلت ... وخلت على كثر من الحلاّل

ما لليالي في تهامة كلها ... طالت وكانت قبل غير طوال

عفت الديار فلا ديار وغاب من ... قد كان مالا للقليل المال

فهو الذي قد كان من أخلاقه ... بذل الندى وهداية الضلال

لهفي عليك ولهف عكّ كلّها ... من أقدمين وأوسطين وتال

لهف الصحائف والصحاف ولهف من ... طلب المآل ولات حين مآل

أبني الحسين عزاكم بمحمد ... قول المسلّم لا الجليد القالي

مات النبي وفيه أعظم أسوة ... وصحابه بين الصفي والآل

إن يقبض البدل المقدس منكم ... فلأنتم لله من أبدال

أو ينهدم جبل فمن أبنائه ... وبني أبيه أيما أجبال

والسر فيكم لا يزول ولم تزل ... تلقى سجايا الليث في الأشبال

خمسون من آل الحسين يقومهم ... فرد عن النكبات ليس يبالي

مستعصم بالله بل مستنصر ... بالله صبّار على الأهوال

يبقى عليّ لكم ويبقى صنوه ... وأبو عتيق الساحب الأذيال

فالله يرحم من مضى ويمدكم ... بالعمر ما هبت رياح شمال

٢٨٥٧ - [السلطان عبد الواحد بن يوسف] (١)

عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن، سلطان المغرب.

ولي الأمر في سنة عشرين وست مائة، فلم يدار أمر الموحدين، فخلعوه وخنقوه في سنة إحدى وعشرين وست مائة، فمدة ولايته تسعة أشهر.


(١) «تاريخ الإسلام» (٤٥/ ٦٩)، و «سير أعلام النبلاء» (٢٢/ ٣٤١)، و «العبر» (٥/ ٨٣)، و «الوافي بالوفيات» (١٩/ ٢٨١)، و «شذرات الذهب» (٧/ ١٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>