للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقهية، فأجابه، فتردد السائل في قبول الجواب، فقال الفقيه لولد له حاضر: ناولني الكتاب الفلاني، وافتش على الباب الفلاني، ففتش الولد الكتاب، فلم يظفر بالمطلوب، فأخذ الفقيه الكتاب، وفي أول فتشه أوقف السائل على تصديق ما قاله.

وكان الفقيه المذكور موجودا في سنة ثلاثين وست مائة، ولما توفي .. خلف ولدين: أبا بكر وغلبت عليه العبادة إلى أن توفي، ومحمدا لزم العكفة مدة في مسجد كظر-بفتح الكاف والظاء القائمة، وآخره راء-ناحية من وصاب، وكان يلقب شعيبا، وغلب اللقب على اسمه.

وكان صاحب كرامات، روي: أنه لما توفي وحمل إلى المقبرة على أعناق الرجال؛ فلما ساروا به .. أذن المؤذن، فثقل حمله واشتد حتى عجز الذين يحملونه عن رفع أقدامهم عن الأرض، فوضعوا السرير عن رقابهم، ووقفوا حتى فرغ المؤذن من أذانه، ثم حركوا السرير، فوجدوه كما كان أول مرة، فحملوه وساروا به إلى القبر وهم يتعجبون من ذلك، فروى بعض أصحابه أن الفقيه المذكور كان أيام حياته إذا سمع المؤذن .. قام على قدميه، فجعل يجاوبه، فإذا فرغ المؤذن .. قعد، رحمه الله ونفع به آمين.

٢٩٠٥ - [سالم بن محمد العامري] (١)

سالم بن محمد بن سالم بن عبد الله بن خلف بن يزيد بن أحمد بن محمد العامري.

ولد سنة سبعين وخمس مائة.

وكان فقيها كبيرا محدثا، غلب عليه علم الحديث، وكان زاهدا ورعا، ينتابه الناس من البعد للزيارة وقراءة العلم، وانتفع به وبصحبته خلق كثير، منهم الشيخ أحمد بن الجعد، وأبو شعبة، وكان من كرام الفقهاء، شريف النفس، عالي الهمة.

ولم يزل على الطريق المرضي إلى أن توفي في سنة ثلاثين وست مائة، وقبره عند مسجد الرباط مشهور، يزار ويتبرك به.

وخلف عدة أولاد منهم محمد وعبد الله، تفقها بأبيهما، ثم ارتحلا إلى الإمام بطال، فأخذا عنه.


(١) «السلوك» (٢/ ٤٤٥)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ٥٢)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ٤٥٢)، و «تحفة الزمن» (٢/ ٤١٠)، «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>