للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فولّى له مني ضجيج فقلت لا ... تضجّ وبادر نحو كل منافق

ومن محاسن علوان رحمه الله تعالى: كان متى بلغه أن يتيمة بلغت الزواج ولم يرغب فيها أحد .. خطبها لنفسه، وأحضر لها مالا له قدر وتزوجها، ثم يخلو بها ويطلقها، وربما يطلقها قبل الدخول بها، فيرغب فيها غيره؛ إما للمال، أو شحا على زواجته (١).

ولم يزل على الطريق المرضي إلى أن توفي على رأس ستين وست مائة، وخلف ولدين ضعفا عن القيام مقامه، فباعا الحصون على الملوك.

٣١٠٢ - [الحسين بن محمد السحولي] (٢)

الحسين بن محمد بن الحسين أبو عبد الله.

كان فقيها صالحا، عابدا زاهدا، مشهورا باستجابة الدعوة.

قال الجندي: (أخبرني الثقة أن الفقيه سعيد بن منصور أثقله الدين، فقصد زيارة الفقيه حسين المذكور من بلده، فلما اجتمع به .. سأله أن يدعو له بقضاء الدين، فدعا له الفقيه حسين: اللهم؛ اقض دينه، وفرج همه، فلما رجع إلى منزله .. وجد رسل الشيخ علوان ينتظرونه، فخرج معهم إلى الشيخ علوان، وكان باب علوان كأبواب الملوك، فلم يجتمع به إلا بعد يومين أو ثلاثة، فلما اجتمع به .. قال له: يا فقيه؛ خطر ببالي منذ مدة أن أبني مدرسة، ثم فكرت أن هذه البلدة ليست ببلد مدارس، وأن عمل المدارس فيها إضاعة للمال، فلما كان ليلة كذا، وعزمت على ما كنت نويته من قبل .. وقع في قلبي أن أجعلك مدرسها، فأرسلت إليك، ثم لم يبق عزمي على ذلك بعد ما أرسلت إليك، فبالله عليك، ما كان من فعلك تلك الليلة-يعني الليلة التي اجتمع فيها هو والفقيه حسين-فأخبره باجتماعه بالفقيه حسين، ودعاء الفقيه حسين له بقضاء الدين، فقال له الشيخ علوان: كم دينك؟ فأخبره به، فلما أخبره به .. أذن له في الرجوع إلى بلده، فخرج من عنده ولم يصله بشيء، فما وصل الفقيه سعيد إلى منزله إلا وجد فيه طعاما كثيرا، وأحمالا من الزبيب والحطب، وكيسا فيه الدين الذي ذكره لعلوان، ومثله، فقيل له: هذا أرسل به إليك الشيخ علوان،


(١) كذا في مصادر الترجمة، وفي «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٢١١).
(٢) «السلوك» (٢/ ١٩٣)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ٣٧٨)، و «تحفة الزمن» (١/ ٥٠١)، و «طبقات الخواص» (ص ١٢٨)، و «هجر العلم» (٣/ ١٤١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>