للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعجب الفقيه من أدب علوان، وعلم أن ذلك ببركة الفقيه حسين) (١).

وتوفي الفقيه حسين بقرية العراهد من وادي السّحول، وكان مسكنه بها، وهي بفتح العين المهملة والراء، ثم ألف بعدها هاء مكسورة، ثم دال مهملة.

ولم أقف على تاريخ وفاته، وإنما ذكرته هنا؛ لأنه كان حيّا في أيام الشيخ علوان الجحدري المذحجي.

٣١٠٣ - [سعيد بن منصور] (٢)

سعيد بن منصور بن علي بن عبد الله بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الخير بن الحسين بن مسكين أبو محمد.

تفقه بمحمد بن مضمون، وكان فقيها صالحا، في غاية من الزهد والورع والعبادة مع الاشتغال بقراءة الكتب، ودرس بالمدرسة النجمية بذي جبلة.

وكان بينه وبين الفقيه عمر بن سعيد العقيبي صحبة ومؤاخاة ومعاقدة على أن من مات منهما قبل صاحبه .. حضره الآخر، وتولى غسله والصلاة عليه، فقدر الله موت الفقيه سعيد ببلده دلال بعد أن زهد في المدرسة، وأوصى إلى من يثق به أن يرسل رسولا قاصدا متى أن مات إلى الفقيه عمر بن سعيد يعلمه بموته، وتوفي نصف الليل، فبادر الوصي، فأرسل قاصدا إلى الفقيه عمر بن سعيد، فلما بلغ نصف الطريق .. واجهه الفقيه عمر بن سعيد مقبلا، فقال له: مات الفقيه؟ قال: نعم.

وكانت للفقيه سعيد كرامات ظاهرة في حياته وبعد موته، منها ما يروى أن زريعا الحداد دخل عليه عقب عيد النحر وكان بينهما صحبة متأكدة، فقال: يا سيدي الفقيه؛ رأيت ما كان أحلى الحج في هذه السنة، فنظره الفقيه بازورار، ففهم زريع كراهية الفقيه لذلك، فسكت مستحيا، ثم جعل الفقيه يعتذر له، ويغالط الحاضرين، قال المخبر: فلما خرج الحاضرون .. قلت للفقيه: يا سيدي؛ نحن محبوكم وصحبناكم، ثم يحصل لكم هذا النصيب الوافر فلا تشركوننا فيه، ولا في شيء منه؟ ! فأراد الفقيه مغالطتي وإنكار ذلك،


(١) «السلوك» (٢/ ١٩٣).
(٢) «السلوك» (٢/ ١٦٩)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ١٣٧)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ٤٧٣)، و «تحفة الزمن» (١/ ٤٨٥)، و «طبقات الخواص» (ص ١٤٤)، و «هجر العلم» (١/ ٢٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>