للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدمشقيون في ولاية الصالح إسماعيل، وذاقوا من القحط والخوف والوباء ما لا يعبّر عنه، ودام الحصار خمسة أشهر إلى أن ضعف إسماعيل، وفارق دمشق، وتسلمها الصاحب معين الدين، فغضبت الخوارزمية من الصلح، ونهبوا داريا، وترحلوا، وراسلوا الصالح إلى بعلبك، وصاروا معه، وردوا فحاصروا دمشق، فأفرط السعر في الغلاء حتى بلغت الغرارة (١) بدمشق بألف وست مائة درهم، وأكلت الجيف، وتفاقم الأمر مع الخمور والفواحش (٢).

وفيها: عمّر مقدم الجامع بشبام، وجدّد لها منبر، وذلك بأمر الملك المنصور عمر بن علي بن رسول على يد السلطان عبد الرحمن بن راشد بن إقبال في ولاية نصار (٣).

وفيها: توفي أبو البقاء ابن يعيش الموصلي، والحافظ القدوة أبو العباس أحمد بن عيسى بن الموفق المقدسي الصالحي، والعلامة المفتي أبو العباس أحمد بن محمد بن الحافظ عبد الغني المقدسي، والقاضي الأشرف أبو العباس أحمد بن القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي اللخمي البيساني ثم المصري، والصاحبة ربيعة خاتون أخت صلاح الدين والعادل، ودفنت بمدرستها بالجبل، والمنتجب بن أبي العز بن رشيد الهمذاني نزيل دمشق، قرأ القراءات على غير واحد من الشيوخ، وشرح «الشاطبية» و «المفصل» للزمخشري، وتصدر للإقراء، وشيخ الإسلام أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح، والإمام علم الدين علي بن محمد السخاوي المقرئ، والحافظ الكبير محمد بن محمود البغدادي المعروف بابن النجار.

***

[السنة الرابعة والأربعون]

فيها: اتفق الصالح إسماعيل مع الخوارزمية، واستمال الصالح أيوب صاحب حمص وأفسده على إسماعيل، ثم كتب إلى عسكر حلب يحثهم على حرب الخوارزمية وأنهم قد خربوا الشام، فبادر نائب حلب شمس الدين لؤلؤ، واجتمع معه صاحب حمص بالعرب


(١) الغرارة: وعاء من الخيش ونحوه، يوضع فيه القمح ونحوه.
(٢) «تاريخ الإسلام» (٤٧/ ١٦)، و «العبر» (٥/ ١٧٣)، و «دول الإسلام» (٢/ ١٥٨)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١٠٥)، و «البداية والنهاية» (١٣/ ١٩٥).
(٣) «تاريخ شنبل» (ص ٩٢)، و «تاريخ حضرموت» للكندي (١/ ٨٦)، و «جواهر تاريخ الأحقاف» (٢/ ١٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>