للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما سمع بمثلها، حتى حصل الغرق ببغداد، وغرق فيه خلق كثير، ووقع شيء كثير من الدور على أهلها، وأشرف الناس على الهلاك، وغرقت المراكب في أزقة بغداد، وركب الخليفة في مركب، وابتهل الخلق إلى الله تعالى بالدعاء (١).

وفيها: ملكت التتار سائر بلاد الروم بالسيف (٢).

وفيها: توفي الشيخ عبد الله بن محمد الرازي الصوفي، والشيخ عيسى بن أحمد اليونيني، والواعظ المؤرخ يوسف التركي المعروف بسبط ابن الجوزي.

وفيها: توفي الصوري، وابن النحاس الأصم، وابن وثيق، وأبو بكر ابن المقدسية.

***

[السنة الخامسة والخمسون]

فيها: قتل الملك المعز صاحب مصر، وزوجته أم خليل المعروفة بشجر الدر، والعلامة نجم الدين أبو محمد عبد الله بن محمد البادرائي، والعلامة شرف الدين محمد بن عبد الله بن محمد السلمي الأندلسي، واليلداني، والمرسي.

***

[السنة السادسة والخمسون]

فيها: دخلت التتار بغداد، ووضعوا السيف، واستمر القتل والسبي نيفا وثلاثين يوما، حتى قيل: إن القتلى ألف ألف وثمان مائة ألف وكسر، وسبب دخولهم وزير المستعصم المعروف بابن العلقمي الملقب بالمؤيد، كان رافضيا خبيثا، فجرى على إخوانه الرافضة نهب وخزي، فحمله ذلك على موادّة الكفار؛ ظنا منه أن الأمر يتم له، وأنه يبقى خليفة علويا، فكان يكاتبهم سرا، ويسهل لهم الأمر، ولا يدع المكاتبات تصل إلى الخليفة ممن يرفع إليه الإعلام، فلما وصلوا بغداد .. أشار ابن العلقمي المذكور على المستعصم بالله أني أخرج إليهم في تقرير الصلح، فخرج الخبيث، وتوثق لنفسه بالأمان ورجع، فقال للخليفة: إن الملك قد رغب في أن يزوج ابنته بابنك الأمير أبي بكر، وأن تكون الطاعة كما كان أجدادك مع الملوك السلجوقية، ثم يرتحل، فخرج إليه المستعصم في أعيان الدولة،


(١) «تاريخ الإسلام» (٤٨/ ٢٣)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١٣٥)، و «غربال الزمان» (ص ٥٣١)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٤٥٥).
(٢) «تاريخ الإسلام» (٤٨/ ٢٥)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١٣٥)، و «غربال الزمان» (ص ٥٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>