للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي آخر هذه السنة المذكورة: كرت التتار على حلب، وأخذوها (١).

وفيها: توفي قاضي القضاة صدر الدين ابن سني الدولة أحمد بن يحيى بن هبة الله الدمشقي الشافعي. مذكور في الأصل، والملك المعظم بن السلطان الكبير صلاح الدين، والملك السعيد حسن بن العزيز عثمان بن العادل صاحب الصّبيبة، والملك المظفر سيف الدين قطز، والإمام الحافظ محمد بن أحمد اليونيني، والحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي، والملك الكامل ناصر الدين محمد بن المظفر غازي بن العادل، والشيخ الصالح أبو بكر بن قوام البالسي، وإبراهيم بن خليل، وعبد الله بن الخشوعي، والعماد عبد الحميد وأخوه محمد، ولاحق الأرتاحي، والمحب المقدسي.

***

[السنة التاسعة والخمسون]

اجتمع في أولها خلق من التتار، فأغاروا على حلب، ثم ساقوا إلى حمص لما بلغهم مصرع الملك المظفر، فصادفوا على حمص صاحبها الأشرف والمنصور صاحب حماة وحسام الدين في ألف وأربع مائة، والتتار في ستة آلاف، فحمل المسلمون حملة صادقة، وكان النصر ولله الحمد، ووضعوا السيف في الكفار قتلا حتى أبادوا أكثرهم، وهرب مقدمهم بأسوأ حال، ولم يقتل من المسلمين سوى رجل واحد، ودخل علم الدين الحلبي الملقب بالملك المجاهد قلعة دمشق، فنازله عسكر مصر، فبرز إليهم وقاتلهم، ثم رد، فلما كان في الليل .. هرب إلى قلعة بعلبك، فقبض عليه علاء الدين الوزيري وقيده، ثم حبسه الملك الظاهر مدة طويلة (٢).

وفيها: قدم إلى مصر أحمد بن الظاهر محمد بن الناصر لدين الله العباسي الأسود، فأثبتوا نسبه، ثم بويع، ولقب المستنصر بالله بلقب أخيه صاحب بغداد، وأول من بدأ بمبايعته الملك الظاهر، ثم الأعيان على مراتبهم، ثم صلّى بالناس يوم الجمعة وخطب، وألبس السلطان خلعة بيده، وطوقه، وأمر له بكتابة تقليد بالأمر، ورتب السلطان له أتابك وأستاذ دار وحاجبا وكاتب إنشاء، وجعل له خزانة، ومائة فرس، وثلاثين بغلا، وستين جملا، وعدة مماليك، وقدم دمشق مع السلطان، فعزل نجم الدين بن سني الدولة عن القضاء، وولي مكانه أبو العباس ابن خلكان، ثم سار المستنصر ليأخذ بغداد من التتار،


(١) «العبر» (٥/ ٢٤٣)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١٤٩)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٥٠٤).
(٢) «تاريخ الإسلام» (٤٨/ ٧٠)، و «العبر» (٥/ ٢٥١)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١٥٠)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٥١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>