للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان، فقام له السلطان وآنسه، وبش به وأجلسه عنده، وسأله الدعاء، فدعا موجزا، وخرج مسرعا، وعتب على القاضي في ذلك.

وكانت له كرامات كثيرة، منها أن المظفر زاره بعد ذلك إلى بيته بسهفنة، وسأله أن يطعمه شيئا، فدخل الفقيه موضعا من بيته، ثم أخرج للسلطان خبز بر، ولم يكن يعهد في بيته شيء منه، فأكل منه السلطان ووزيره القاضي بهاء الدين، ثم أخذا منه شيئا؛ تبركا وليطعما من أحبا، فلما خرجا .. خرج الفقيه معهما يوادعهما إلى الباب، فدخلت امرأته مجلسه، فوجدت بقية الخبز في المائدة، فتعجبت من ذلك؛ إذ لم تكن تعهد معه شيئا.

وتوفي على الحال المرضي ليلة الجمعة في سنة سبعين وست مائة (١)، وقبر في المقبرة الغربية من سهفنة عند قبر والده.

٣١٨٩ - [إسماعيل الديداري] (٢)

إسماعيل بن علي أبو علي الدّيداري-بفتح الدالين بينهما مثناة من تحت ساكنة، وبعد الثانية ألف، ثم راء، ثم ياء النسب-نسبة إلى قوم يقال لهم: الديادير، يسكنون وصاب.

تفقه المذكور بالفقيه علي بن عبد الله الكردي، ودرس في جامع الشعيبيين.

وكان فقيها فاضلا، عارفا كاملا.

توفي سلخ ذي الحجة سنة سبعين وست مائة.

وكان أبوه الفقيه علي المذكور فقيها فاضلا، تفقه بسليمان بن فتح، أحد أصحاب صاحب «البيان»، وبأحمد بن يوسف والد الفقيه أحمد بن موسى شارح «اللمع».

ولم أقف على تاريخ وفاته، فذكرته هنا؛ تبعا لولده، والله سبحانه أعلم.

٣١٩٠ - [شرف الدين ابن النابلسي] (٣)

أبو المظفر يوسف بن الحسن الحافظ، المعروف بالشرف ابن النابلسي.


(١) في «السلوك» (٢/ ٢٣٤)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ١٧٣)، و «تحفة الزمن» (١/ ٥٢٥) توفي سنة (٦٦٧ هـ‍).
(٢) «السلوك» (٢/ ٢٨٨)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ٢٣٢)، و «تحفة الزمن» (١/ ٥٥٩)، و «هجر العلم» (٣/ ١٣٣٨).
(٣) «ذيل مرآة الزمان» (٣/ ٢٧)، و «تاريخ الإسلام» (٥٠/ ٨٠)، و «العبر» (٥/ ٢٩٧)، و «تذكرة الحفاظ» (٤/ ١٤٦٢)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١٧٢)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٥٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>