للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة خمس وأربعين، فبلغ المنصور عنه أمور غير مستحسنة، فاستدعاه من صنعاء، فلما صار قريبا من عمه .. بلغه غضب عمه عليه، فكر راجعا إلى صنعاء، فخالف على عمه، فحالف الإمام أحمد بن الحسين، فقصد المنصور صنعاء لحربهما، ولما علم أسد الدين بوصول المنصور إلى صنعاء .. تقدم إليه إلى ذمار، واستعطفه، وسار بين يديه إلى صنعاء، فأقام المنصور بصنعاء أياما، ثم نزل إلى اليمن، وصحبه أسد الدين، فلما صار بذمار .. رده عمه إلى صنعاء، فلم يزل بها إلى أن توفي عمه، فقصد الإمام أحمد بن الحسين والأمير أحمد بن الإمام عبد الله بن حمزة صنعاء وملكاها، وخرج أسد الدين منها إلى براش، فلم يزل يغادي أهل صنعاء القتال ويراوحهم، ثم اصطلح هو والإمام أحمد بن الحسين، وجهزه الإمام لحرب ابن عمه المظفر بن منصور في عسكر جرار حتى حط بالشّوافي، وتقدم إليه المظفر في عساكره، فلما التقيا .. سعى بنو حاتم بالصلح بين المظفر وبين ابن عمه أسد الدين بموضع يقال له: الموسعة، ثم رده المظفر إلى صنعاء في جيش كثيف لحرب الإمام أحمد بن الحسين، فدخل صنعاء، وأقام بها أياما، ولما قبض المظفر على عمّيه بدر الدين أبو أسد الدين وفخر الدين أبو بكر بن علي بن رسول عند وصولهما من مصر وسجنهما .. ازداد أسد الدين نفورا من ابن عمه، فدخل في طاعة الإمام، وباع عليه براش بمائتي ألف درهم، وسيره الإمام إلى ذمار في عسكره، وجرد المظفر الأمير علي بن يحيى العنسي الآتي ذكره (١) والطواشي في عسكر جرار، فحصل بين العسكرين وقائع مشهورة، ثم فسد ما بين أسد الدين وبين الإمام؛ لكونه لم يحصل له من قيمة براش إلا التافه اليسير، فسار أسد الدين إلى رداع، وقصد الشيخ علوان بن عبد الله الجحدري المتقدم ذكره على ما بينهما من العداوة (٢)، فلم يزل علوان يلاطف المظفر ويسأله الذمة للأمير أسد الدين حتى أذمّ له على يده، وأمره بالمسير إلى صنعاء، فسار إليها، فلما علم به الإمام ..

خرج من صنعاء، ودخلها أسد الدين في سنة إحدى وخمسين، وأقام بها إلى سنة ثمان وخمسين، ثم إن المظفر طلع إلى صنعاء في سنة تسع وخمسين، وكان أسد الدين يومئذ بذمرمر، فطلب من المظفر أن يجهزه إلى حضرموت، فجهزه، فلما أن صار بالجوف ..

أوقع بآل راشد بن منيف وكانوا حلفاء المظفر، فقتل منهم جماعة، وتعب المظفر من ذلك، وتعذر على أسد الدين المسير إلى حضرموت، فأقام بظفار الأشراف أياما، ثم حط


(١) انظر (٥/ ٣٩٦).
(٢) انظر (٥/ ٢٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>