للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالمدورة، وكان يغير على صنعاء وفيها الأمير علي بن يحيى العنسي، فأمده المظفر بسنجر الشعبي، فلما علم أسد الدين بذلك .. ارتفع عن محطته، ولحق ببلاد الأشراف، وضاقت به المسالك، ولحقه ضرر شديد حتى باع بعض ثيابه، فكتب إلى المظفر كتابا يقول فيه: [من الطويل]

فإن كنت مأكولا فكن أنت آكلي ... وإلا فأدركني ولمّا أمزّق (١)

فأمر المظفر الأمير علي بن يحيى العنسي والأمير عبد الله بن العباس بالمسير إلى أسد الدين، فما زالا به حتى نزل إلى المظفر بزبيد، فقبض المظفر عليه وعلى الأمير علي بن يحيى، وأرسل بهما تحت الحفظ إلى حصن تعز، فلما صار أسد الدين بحصن تعز .. أقبل على الاشتغال بمطالعة الكتب وقراءة العلم، فكان يستدعي الفقهاء إلى موضعه، فيقرأ عليهم، ويحسن إليهم، وقرأ فيه غالب المسموعات في الحديث على الفقيه أحمد بن علي السرددي شيخ المحدثين بتعز، ونسخ بيده عدة مجلدات ومقدمات شريفة، وأوقفها في أماكن متعددة.

ولم يزل بالسجن على أحسن حال إلى أن توفي ثالث عشر ذي الحجة من سنة سبع وسبعين وست مائة عن نيف وستين سنة.

ومن مآثر أسد الدين الدينية مدرسة بإبّ، ومدرسة بقرية الجبابي، وفيها قبره، وعليها وقف عظيم؛ شيء للوارد يطعم منه على قدر حاله، وشيء لمدرس ودرسة.

٣٢٤٦ - [أبو محمد الحجاجي] (٢)

أبو محمد عبد الله بن العباس بن علي بن مبارك الحجاجي ثم الشاكري الهمداني.

كان من أعيان الزمان، له مشاركة في فنون من العلوم.

أخذ عن الفقيه الجزيري «مقامات الحريري» وغيرها، وأخذ عن إسحاق الطبري، والعماد الإسكندراني وغيرهم، وجمعت خزانته نحو خمسة آلاف كتاب.


(١) البيت للممزّق العبدي، انظر «طبقات فحول الشعراء» (١/ ٢٧٤).
(٢) «السلوك» (٢/ ٦٢)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ١١٥)، و «تحفة الزمن» (١/ ٤١٧)، و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ١١٥)، و «المدارس الإسلامية» (ص ١٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>