للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحكى أن الظاهر رئي بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: ما عاقبني على شيء كما عاقبني على جعل المذاهب الأربعة، أو نحو ذلك.

وفيها: توفي أبو إسحاق إبراهيم بن عمر المعين القرشي المحدث المتقن، كتب وأكثر، وتوفي فجاءة، والحافظ ابن مسدي محمد بن يوسف، وبدر الدين السّنجاري يوسف بن الحسن، وفراس العسقلاني.

***

[السنة الرابعة والستون]

فيها: غزا الملك الظاهر، وبث جيوشه بالسواحل، فأغاروا على بلاد عكا وصور وطرابلس وحصن الأكراد، ثم نزل على صفد، فأخذت في أربعين يوما بخديعة، ثم ضربت رقاب مائتين من فرسانهم، وقد استشهد عليها خلق كثير (١).

وفيها: استباح المسلمون قارة، وسبي منها ألف نفس، وجعلت كنيستها جامعا (٢).

وفيها: توفي أحمد بن عبد الله بن شعيب الصقلي، والأمير الكبير آي دغدي العزيزي، والشيخ أحمد بن سالم المصري، وبهاء الدين الحسن، وشرف الدين عبد الرحمن بن سالم ابن صصرى، ومقدم التتار وقائد الكفار إلى عذاب النار هولاكو بن قاآن المغلي الذي أباد العباد، بعثه ابن عمه القاءان الكبير على جيش المغل، فطوى الممالك، وأخذ حصون الإسماعيلية وأذربيجان، والروم والعراق، والجزيرة والشام، وكان ذا سطوة ومهابة، وعقل وغور، وعزم وحزم، ودهاء وخبرة بالحروب، وشجاعة ظاهرة، وكرم مفرط، ومحبة لعلوم الأوائل من غير فهم لها، وكان يصرع في اليوم مرة ومرتين منذ قتل الشهيد الملك الكامل محمد بن غازي، ومات على كفره في السنة المذكورة، وقيل: في التي قبلها، وخلّف سبعة عشر ابنا، تملك منهم ابنه أبغا، وكان القاءان الكبير قد استناب هولاكو على خراسان وما يفتتحه (٣).


(١) «ذيل مرآة الزمان» (٢/ ٣٣٧) «تاريخ الإسلام» (٤٩/ ٢٣)، و «العبر» (٥/ ٢٧٥)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٥٤٦).
(٢) «تاريخ الإسلام» (٤٩/ ٢٥)، و «العبر» (٥/ ٢٧٥)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٥٤٦).
(٣) «ذيل مرآة الزمان» (٢/ ٣٥٧)، و «تاريخ الإسلام» (٤٩/ ١٨٠)، و «العبر» (٥/ ٢٧٨)، و «مرآة الجنان» (٤/ ١٦٣)، و «البداية والنهاية» (١٣/ ٢٨٩)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٥٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>