للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخذ عن ابن حجر جماعة من أهل عدن كالإمام أحمد بن علي الحرازي، وأحمد القزويني، ومحمد بن حسين الحضرمي ومات قبله وغيرهم.

ولم يزل على ما ذكر من الإسماع وفعل المعروف إلى أن توفي خامس صفر من سنة خمس وثمانين وست مائة عن ثمان وثمانين سنة.

وخلّف ولدين، وهما محمد وعبد الله، فمحمد تفقه وتزوج في حياة أبيه، وكان فيه سخاء مفرط، لا يبقي شيئا، ولا يخيب له قاصد، فلما مات أبوه .. تضعضع حاله، وركبه دين كثير، فألح عليه بعض مستحقي الدين في الطلب، وأفحش عليه في القول، فشنق نفسه في يوم الجمعة لأيام مضين من شهر القعدة سنة خمس وثمانين وست مائة، فرأى بعض الأخيار أن النبي صلّى الله عليه وسلم دخل إلى عدن في جماعة من أصحابه للصلاة عليه.

ورأت بعض أخواته-وكن صالحات-أباها بعد موت أخيها، فسألته عن حاله فقال: مذ وصلنا وأخوك ونحن في ملازمة الله تعالى أن يغفر له جنايته على نفسه، فلم يفعل ذلك إلا بعد مشقة شديدة، وإشراف على اليأس من ذلك.

٣٣١٥ - [عمر الجميلي] (١)

عمر بن سعيد بن محمد بن علي الربيعي الجميلي.

ولد على رأس ست مائة، وأخذ عن أخيه لأمه علي بن عمر وغيره بصنعاء وغيرها من بلاد اليمن.

وكان فقيها نبيها، مشهورا مذكورا، عارفا بالحديث والتفسير والفقه، خطيبا فصيحا بليغا، إذا حضر مجلسا .. لم يبق لأحد فيه قدر.

ولي قضاء صنعاء حين عزل أخوه نفسه واعتذر، وكتب إلى المستعصم آخر خلفاء بغداد يسأله الإذن له في الحكم بصنعاء وذمار ونواحيهما، فأجابه إلى ذلك، فلم يكن للقاضي البهاء حكم في شيء من تلك النواحي، فلذلك كان بينهما مكارهة، وقد همّ البهاء بكسر حرمته، فلم يستطع ذلك؛ لتوفر حرمته وعظم قدره عند المظفر وغيره من الملوك والأمراء.


(١) «السلوك» (١/ ٤٤٦)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ٢٤١)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٤١٢)، و «تحفة الزمن» (١/ ٣٦٥)، و «هجر العلم» (٢/ ٧٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>