للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى عن جده الشيخ الموفق وطائفة.

وكان صالحا خيرا، قويّ المشاركة في العلوم، بديع النظم، لطيف الشمائل، صاحب توجه وصدق.

جاور بمكة أربعين سنة، ثم دعاه الوزير المعروف بابن حنا إلى التدريس لما بلغه من فضله، فأجابه بهذه الأبيات: [من البسيط]

يا من دعاني إلى أبوابه كرما ... إني إلى باب بيت الله أدعوكا

ومن حداني إلى تدريس مدرسة ... إني إلى السعي والتطواف أحدوكا

أبيت لله جارا لا ألوذ بما ... شيء سواه وهذا القدر يكفيكا

وأنثني طائفا من حول كعبته ... أرى ملوك الدنا عندي مماليكا

توفي سنة ست وثمانين وست مائة وقد نيف على السبعين.

٣٣١٨ - [القطب ابن القسطلاني] (١)

محمد بن أحمد بن علي المكي ثم المصري الشهير بقطب الدين ابن القسطلاني، الإمام الكبير، المحدث الشهير.

كان أبوه الشيخ أبو العباس القسطلاني زاهد مصر، وتلميذ الشيخ أبي عبد الله القرشي، فلما توفي شيخه .. تزوج بامرأته المرأة الصالحة بإشارة من الشيخ القرشي بعد موته، فولدت له ولدا مباركا مكاشفا، فلما حضرته الوفاة .. حزن عليه أبواه حزنا شديدا، فقال لهما: لا تحزنا، فسوف يأتيكما بعدي ولد عالم يكون من صفته كذا وكذا، فولدت أمه بعده الشيخ قطب الدين المذكور في سنة أربع عشرة وست مائة.

فسمع القطب من الشيخ شهاب الدين السهروردي، ومن المحدث أبي الحسن علي بن البناء، وجماعة، وتفقه وأفتى ورحل، فسمع ببغداد ومصر والشام والجزيرة، قال اليافعي: حتى بلغني أن له ألف شيخ (٢).


(١) «ذيل مرآة الزمان» (٤/ ٣٣٠)، و «تاريخ الإسلام» (٥١/ ٢٧٧)، و «الوافي بالوفيات» (٢/ ١٣٢)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٢٠٢)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (٨/ ٤٣)، و «البداية والنهاية» (١٣/ ٣٥٧)، و «شذرات الذهب» (٧/ ٦٩٤).
(٢) «مرآة الجنان» (٤/ ٢٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>