للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أثنى عليه الشيخ أبو الحسن الشاذلي، والتاج ابن عطاء الله وقال: كنت أنا وهو معتكفين في العشر الأواخر من رمضان، فلما كان ليلة ست وعشرين .. قال: أرى الملائكة في تعبئة وتهيئة كما يتهيأ أهل العرس قبله بليلة، فلما كانت ليلة سبع وعشرين وهي ليلة جمعة ..

قال: رأيت الملائكة تنزل من السماء ومعها أطباق النور، فلما كان ليلة ثمان وعشرين ..

قال: رأيت هذه الليلة كالمتغيظة وهي تقول: هب أن لليلة القدر حقا، أما لي حق يرعى؟ !

قال الشيخ عبد الله اليافعي: (لعل تغيظها على الناس من أجل تركهم إحياءها، واهتمامهم بليلة القدر دونها مع كونها جارة لها، وحق الجار أن يكرم بشيء مما أكرم به جاره، وأما أطباق النور .. فلعلها هدية لمن أحيا ليلة القدر ومن أناله الله شيئا من بركاتها) (١).

توفي المذكور سنة اثنتين وتسعين وست مائة.

٣٣٧٩ - [عبد الرحمن العنسي] (٢)

عبد الرحمن بن محمد بن أسعد بن محمد بن عبد الله بن سعيد العنسي بالنون بين العين والسين المهملتين.

كان فقيها فاضلا، ولي قضاء عدن أياما، ثم كاده تاجر يقال له: ابن بكاش إلى المظفر، وكذب عليه، فحمل المظفر كلامه على الصدق، فأمر القاضي البهاء أن يعزله عن القضاء، فعزله لأجل مكيدة التاجر لا غير، فلما انفصل من قضاء عدن .. لزم بيته.

وكان ذا عبادة وزهادة، واجتهاد في العلم، وشهر بذلك، فكرهه بعض أهل عصره، وكاده إلى القضاة أهل سير، فكرهوه، فلما ظهر له منهم الكراهة .. لاذ بالأشرف عمر بن المظفر؛ خوفا من الشر، فقربه وآنسه، وجعله وزير بابه، وأحسن إليه إحسانا تاما كليا، ولم يزل عنده مبجلا مجللا إلى أن توفي في آخر يوم من رمضان سنة اثنتين وتسعين وست مائة.

قال الجندي: (ولم يفلح التاجر الذي كاده، بل أخرجه الله من عدن وجوار


(١) «مرآة الجنان» (٤/ ٢٢١).
(٢) «السلوك» (١/ ٤٤٣)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ٢٦٨)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٦٧)، و «تحفة الزمن» (١/ ٣٦٣)، و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ١٢٠)، و «هجر العلم» (٢/ ٧٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>