للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٤٠٨ - [الوزير بهاء الدين] (١)

الوزير الكبير القاضي أبو عبد الله محمد بن أسعد بن الفقيه محمد بن موسى بن الحسين بن أسعد بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عمران العمراني، الملقب بهاء الدين، وزير الدولة المظفرية.

ولد سنة ثمان عشرة وست مائة، وتفقه بحسن بن راشد.

ولما مات المنصور عمر بن علي بن رسول، واختلف أولاده وهم المظفر وأخواه الفائز والمفضل، وأقبل المظفر من المهجم، وطلع إلى الجبل بعد أن أخذ زبيد .. نزل إليه القاضي محمد بن أسعد من المصنعة بإشارة من ابن عمه ليحتاط له، فواجه المظفر بجبا، فاختطب له بها خطبة في أول جمعة، وكانت أول بلدة من الجبال خطب له فيها، ثم صحبه هنالك، واستحلف له الأيفوع وغيرهم من العرب، ولم تزل الصحبة تتأكد بينه وبين المظفر حتى آلت إلى الوزارة مع قضاء الأقضية.

وكان المذكور فقيها عارفا، ذكيا لبيبا، خطيبا مصقعا، ذا دهاء وسياسة، وكان يحب العلماء ويجلهم، ويحترمهم ويبجلهم في الغالب من أحواله، وهو ممن جمع بين الوزارة وقضاء الأقضية، ولم يزل مستمرا عليهما إلى جمادى الأخرى من سنة أربع وتسعين وست مائة.

ثم إن المظفر استخلف ابنه الأشرف على المملكة، وأقامه مقام نفسه، وحلّف له العسكر، فأشار القاضي البهاء على المظفر أن يجعل أخاه حسان بن أسعد وزير الأشرف، ففعل ذلك، وبقي القاضي بهاء الدين على القضاء وحده، ورفعت دواة الوزارة لأخيه حسان بعد الاستنابة بسبعة أيام (٢)، فكان يتراجع هو وأخوه فيما يرد عليه.

ولم يزل على ذلك إلى أن توفي في النصف من شهر ربيع الأول من سنة خمس وتسعين وست مائة.

واستمر حسان على الوزارة والقضاء إلى أن عزل كما سيأتي في ترجمته (٣).


(١) «السلوك» (١/ ٤٢٦)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ٢٩١)، و «طراز أعلام الزمن» (٣/ ١٠٥)، و «تحفة الزمن» (١/ ٣٥٠)، و «تاريخ ثغر عدن» (٢/ ٢٠٣)، و «المدارس الإسلامية» (ص ١٤٥)، و «هجر العلم» (٤/ ٢٠٧٣).
(٢) في «السلوك» (١/ ٤٢٦) و «هجر العلم» (٤/ ٢٠٧٣): (تسعة أيام).
(٣) انظر (٦/ ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>