للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الجندي: وقد بلغت تربته قاصدا زيارته، فأقمت عنده أياما وهو في مسجد، وإلى جنبه قبر امرأته المذكورة، وببركته ما زالت تربته محترمة ما قصدها أحد بسوء إلا خذله الله، وليس في تلك الناحية مزار أكثر من تربته تقصد للزيارة واقتضاء الحوائج التي تطلب من الله تعالى، وتراب تربة الفقيه يشم منه رائحة المسك.

وروي أن سبب سكنى الفقيه في المردع أنه ورد وهو شاب إلى القرية، فوجد ثلاث بنات قد طلين وجوههن بالشّباب (١)، فسلم عليهن وقال: من كانت تحب الله ورسوله .. أزالت عن وجهها ما عليه، فبادرت إحداهن فأزالته، فدخل حبها في قلبه، فسأل عن وليها وتزوجها، ثم سكن معهم، وألقيت بينهم المحبة، وهم ناس يعرفون بآل سعيد) (٢).

ولم أتحقق تاريخ وفاة الفقيه محمد بن ظفر، وإنما ذكرته هنا؛ تبعا للشيخ أحمد بن الجعد؛ فإنه كان موجودا في أيامه، وأظنه وصل إلى إبين مع الشيخ مبارز لزيارة الشيخ أحمد بن الجعد نفع الله بهم أجمعين.

٣٤٢٣ - [أبو العباس الهمداني] (٣)

أحمد بن الحسين بن أبي السعود بن الحسين بن مسلم بن علي الهمداني أبو العباس.

ولد تاسع ذي الحجة سنة إحدى وستين وست مائة.

وتفقه بمحمد بن أبي بكر الأصبحي، وكان يكثر مراجعة الفقيه أبي الحسن علي بن أحمد الأصبحي فيما يشكل عليه من المسائل.

وكان فقيها بارعا، مجتهدا، محصّلا ورعا.

ولما استمر في قرية الفراوي-بفتح الفاء والراء، ثم ألف ساكنة، ثم واو مكسورة، ثم ياء النسب-لم يأخذ شيئا من وقف الرباط الذي أوقفته الدار الشمسي أخت المظفر على الواقف في رباط القرية المذكورة؛ تورعا.

وتوفي لثلاث عشرة بقيت من ذي القعدة سنة سبع وتسعين وست مائة.


(١) في «السلوك»: (٢/ ٢٦٣)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٣٣): (بالشاب).
(٢) «السلوك» (٢/ ٢٦١).
(٣) «السلوك» (٢/ ٢١٩)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ٣١٣)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ٦٨)، و «تحفة الزمن» (١/ ٥١٧)، و «هجر العلم» (٣/ ١٦١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>