للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قدم المذكور إلى ظفار مع أبي ماجد، فعلم السلطان إدريس بن أحمد بن محمد الحبوضي القرآن، وببركته صار السلطان إدريس إلى ما صار إليه، ثم توفي، فخلفه من أهله ولده محمد، وكان ممن جمع بين الفقه والصلاح، وهو أول من ولي الخطابة بظفار، وكانت الخطابة قبلهم في آل حمدي، فنقلوا إلى خطابة طاقة، قرية من أعمال ظفار، وجعل مكانهم الفقيه محمد بن علي بن يحيى المذكور، وكان خطيبا مصقعا، وفقيها فاضلا محققا، عارفا بالفرائض وغيرها، وله أرجوزة نظمها في علم الفرائض، وكان صالحا، سمع أهل ظفار في ليلة موته مناديا ينادي: إن الله اصطفى آدم من أهل زمانه، واصطفى نوحا من أهل زمانه، ثم أعيان الرسل كذلك حتى جاء إلى نبينا محمد صلّى الله عليه وسلم، ثم قال بعده: واصطفى الحسن، ثم جماعة كذلك حتى قال: واصطفى محمد بن أباططة في أهل زمانه، وإنه منتقل منهم هذه الليلة.

ولم أقف على تاريخ وفاته ولا وفاة والده، إلا أنهما كانا موجودين في هذه المائة يقينا.

٣٤٩٢ - [عمر الأفعوي] (١)

عمر بن إبراهيم بن عيسى بن مفلح بن زكريا الأفعوي-نسبة إلى الأشتر النخعي الملقب بالأفعى، أحد أصحاب علي رضي الله عنه-أصله من شبوة، قرية قديمة بين جردان وبيجان.

تفقه بعلي بن الحسن الوصابي، ثم ارتحل إلى تهامة، فأخذ الفرائض عن ابن معاوية.

وكان فقيها كبيرا، عالي القدر، مشهور الذكر، وامتحن بقضاء السحول، فكان من أحسن القضاة سيرة، وأعفهم سريرة، ثم عزل نفسه، وعاد إلى بلده موضع يقال له: الظفر على قرب من بلد آل الرغب (٢)، وانتابه الناس للأخذ عنه، وممن قرأ عليه المقرئ ابن يوسف الغيثي وغيره.

ولم أقف على تاريخ وفاته، إلا أنه كان موجودا في النصف الأخير من هذه المائة يقينا.


(١) «السلوك» (٢/ ٢٧١)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٣٩٥)، و «تحفة الزمن» (١/ ٥٤٩).
(٢) في (ق) و (م) و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٣٩٥): (الزعب)، وفي «السلوك» (٢/ ٢٧١): (على قرب من بلد الرغب).

<<  <  ج: ص:  >  >>