للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سماعهم .. أنشد الشيخ بيت المتنبي: [من الطويل]

وفي النفس حاجات وفيك فطانة ... سكوتي بيان عندها وخطاب (١)

فقال له الشيخ رضي الله عنه: انقضت الحاجة، فخرج من عنده ورجع إلى القاهرة، فوجد ديونه قد قضيت، وردت الدفاتر التي كتب فيها الدين؛ وذلك أن الوزير الكبير ابن حنا سأل عنه، فقالوا: قصد الشيخ ابن عبد الظاهر لدين عليه، فاستدعى بأرباب الديون، فأعطاهم ديونهم، وأخذ منهم الأوراق المكتوبة بذلك.

قال: وقد جعله بعضهم مجددا لدين الأمة على رأس المائة السابعة، وقد قدمت ذكر الأئمة المجدد بهم دين الأمة على رأس المئين الست قبله فيما تقدم من هذا التاريخ وفي كتاب «المرهم والشاش المعلم» وغير ذلك من كتبي) (٢).

توفي الفقيه تقي الدين المذكور في سنة اثنتين وسبع مائة عن سبع وسبعين سنة رحمه الله ونفع به.

وفيها-أعني: سنة اثنتين وسبع مائة-: توفي الحسن بن علي الخلال (٣).

٣٥٤١ - [أحمد المنتابي] (٤)

أحمد بن محمد ابن عبد الحميد المنتابي، من قوم يعرفون ببني المنتاب-بضم الميم، وسكون النون، وفتح المثناة من فوق، ثم ألف، ثم موحدة-وكان يعرف بابن الحميد (٥)، بفتح الحاء المهملة، وكسر الميم، نسبة إلى جده عبد الحميد، وهو من قوم يعرفون ببني المحلي، قال الجندي: (زيدية إلى عصرنا) (٦).

تفقه المذكور بابن جبر، وبالقاضي عمر بن سعيد، وأخذ الأصول عن شخص يعرف


(١) «ديوان المتنبي» بشرح العكبري (١/ ١٩٨).
(٢) «مرآة الجنان» (٤/ ٢٣٦).
(٣) تقدمت ترجمته قبل قليل، انظر (٦/ ٩).
(٤) «السلوك» (١/ ٣٠٤)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ٣٤٤)، و «طراز أعلام الزمن» (١/ ١٧٠)، و «تحفة الزمن» (١/ ٥٧٧).
(٥) كذا في «طراز أعلام الزمن» (١/ ١٧٠)، وفي باقي مصادر الترجمة: (وشهر بابن الحميدي).
(٦) «السلوك» (٢/ ٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>