للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحكى أنه قدم عليه جماعة للزيارة ومعهم دراهم جاءوه بها فتحا، فوضعوها بين يديه، فجعل يقلبها بمسواك في يده درهما درهما، فرد على واحد منهم ثلاثة دراهم، وعلى آخر ستة عشر درهما، فذكر صاحب الثلاثة الدراهم أنها لعجوز تحت يدها أيتام، وذكر صاحب الستة عشر أنها من شيخ الصميين، كان نذر بها للفقيه، فلما علما من الفقيه أنه لا يقبلها منهما .. احتالا على إيصالها إلى الفقيه على يد غيرهما، فأخرج الفقيه الدراهم بأعيانها، وكان لا يكتسب محراثة ولا زراعة ولا دروزة (١)، وإذا علم أن أحدا من أصحابه دروز ..

طرده.

توفي باللّحيّة-كتصغير اللحية-قرية على ساحل البحر من وادي مور معروفة-في سنة أربع وسبع مائة.

٣٥٧٨ - [علي بن أحمد العسيل] (٢)

علي بن أحمد بن علي العسيل، من قوم يعرفون ببني عسيل، وهم فقهاء قائمة بني حبيش وخطباؤها، وفيهم الخير.

ولد لأربع بقين من رمضان سنة ست وأربعين وست مائة.

قدم الفقيه علي المذكور إلى جبلة طالبا للعلم، فلما كان في بعض الأعياد .. دخل الفقيه سفيان الجامع، فلم يجد فيه أحدا غير هذا الفقيه مكبا على مطالعة «البيان»، فأعجبه ذلك منه، ولازمه على القعود معه، وزوجه بابنته.

وتفقه بصهره سفيان، وبأبي بكر بن العراف، وعباس البريهي، ولما مات صهره سفيان .. استخلفه على مسجده، فأقام به مدة، ثم ارتحل إلى مصنعة سير، فتفقه بها.

ولما ولي بنو محمد بن عمر القضاء والوزارة في صدر الدولة المؤيدية .. صحبهم.

وحج سنة أربع وسبع مائة.

وتوفي بعد الحج بجدّة آخر الحجة من السنة المذكورة.

وكان فقيها شهما فاضلا، عالما عاملا.


(١) الدروزة: الخياطة.
(٢) «السلوك» (٢/ ١٧٨)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ٣٦٤)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٢٢٨)، و «تحفة الزمن» (١/ ٤٩٢)، و «هجر العلم» (٣/ ١٦٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>