للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر الذهبي فيمن توفي سنة اثنتي عشرة وسبع مائة: هدية بنت عسكر، ولعلها ست الأجناس المذكورة هنا، والله أعلم (١).

٣٦٨٢ - [القاضي محمد الهزاز] (٢)

محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن أبي بكر الهزاز اليحيوي اليافعي، أحد القضاة اليحيويين قضاة الدولة المؤيدية.

كان فقيها عاقلا، زاهدا متعففا، الغالب عليه سلوك طريق الزهد بحيث يقال: إنه ما اكتسب شيئا من الدنيا، ولا تزوج امرأة قط.

وكان عمه أبو بكر بن محمد بن عمر هو الذي تولى تربية ابن أخيه المذكور.

ولم يتصلوا بالوزارة والقضاء الذي كانوا فيه إلا بعد أن تفقه محمد المذكور وتعبد وحج وجاور بمكة والمدينة وعرف الناس يمنا وحجازا، وكان ينوب عمّه القاضي موفق الدين علي بن محمد بن عمر وزير المؤيد في قضايا الناس، ويباشر أحكامهم، وما فعله لا يعارضه فيه أحد من أهله ولا من غيرهم، وكان هو المتولي لفصل قضايا الفقهاء والحكام غالبا، حتى كان يظن أنه قاضي القضاة.

وصله يوما بعض أفاضل الغرباء، فلم يقض حاجته، ولم يحفل به، فخرج مغضبا، وكتب إليه يعاتبه على جفائه له، فقال: أحسنوا إلى خلق الله؛ مكافأة لإنعامه، فالنبي صلّى الله عليه وسلم قال: «أحسنوا مجاورة نعم الله بالإحسان إلى خلقه، فما نفرت من قوم فعادت، وإنما يعرف قدر الفضلاء من كان منهم» ثم قال: وإذا كنت فاضلا أو في بلدك فاضل .. فقد كتبت إليك بيتين عرفني بفحواهما، وهما: [من المتقارب]

وما سائر قد يرى مقبلا ... وطورا على خلفه مدبرا

وليس له أرجل إن مشى ... ويسبق كل الورى إن جرا

فلما وقف القاضي عليهما .. أوقف عليهما جماعة ممن يغشاه ممن يعرف بالفضل.


(١) ذكر الذهبي هدية بنت عسكر مع ست الأجناس في «ذيل العبر» (ص ٧٠)، و «الإعلام بوفيات الأعلام» (ص ٢٩٩)، وهي غير ست الأجناس جزما، انظر «الدرر الكامنة» (٤/ ٤٠٣)، و «شذرات الذهب» (٨/ ٥٧).
(٢) «السلوك» (٢/ ١٣١)، و «العطايا السنية» (ص ٦٠١)، و «العقود اللؤلؤية» (١/ ٤٠٤)، و «طراز أعلام الزمن» (٣/ ٨٥)، و «تحفة الزمن» (١/ ٤٥٦)، و «هجر العلم» (٣/ ١٤٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>