للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله تصنيف مفيد قصد به شرح «كافي الصردفي».

وتفقه به جماعة، منهم محمد بن أحمد بن سالم، وأبو بكر بن علي المقدم ذكرهما (١)، وابن أخيه، وأحمد الشوافي، وعنه أخذ أبو الحسن الأصبحي «نظام الغريب» وغيره.

قال الجندي: (وأخذت عنه «السيرة» (٢) و «الشريعة» للآجري، وكتاب «الحجة»، وكان عالي الهمة، صابرا على إطعام الطعام، مجانبا لمن يتهم في دينه أو معتقده، وما أحسن ما قال فيه علي بن محمد حيث يقول: [من الوافر]

فيا أهل السّفال لقد علوتم ... بصالح كل أهل الأرض طرا

فقريتكم تطاول طور سينا ... فتعلوه وتعلو طور بصرى

مشاهد وجهه أحرزت نورا ... مقبّل نعله قد نلت أجرا

هو النبأ المبين بلا خلاف ... هو البحر المحيط يفيض درا

ورثت محمدا عملا وعلما ... فسرّ محمد دنيا وأخرى) (٣)

قال أبو الحسن الخزرجي: (الرواية: «فداك محمد دنيا وأخرى»، ولكنها كلمة استبشعتها، فعوضت عنها كلمة توازنها، وهي «فسر محمد») اه‍ (٤)

وكأن الخزرجي: قرأه (فداك) بالمهملة، والظاهر أنه بالذال المعجمة، فلا بشاعة إذن؛ إذ ليس فيه سوى تشبيه الممدوح بالإمام الشافعي رضي الله عنه في دنياه بالعلم، وفي الأخرى بالعمل، والله سبحانه أعلم.

وكان الفقيه صالح المذكور يقول لأصحابه كما يقول الصعبي: إن بلغت ثمانين ..

عملت شكرانة، فتوفي قبل ذلك بقليل ليلة الجمعة ثالث عشر شوال سنة أربع عشرة وسبع مائة عن تسع وسبعين سنة تقريبا.


(١) ترجمة (محمد بن أحمد) ستأتي، انظر (٦/ ٢٦٠)، وأما (أبو بكر بن علي) .. فلم ندر من هو، ولعله: أبو بكر بن علي بن عبد الله، المعروف بالمشيرقي، توفي لبضع وعشرين وسبع مائة، انظر «السلوك» (١/ ٤٣١)، و «طراز أعلام الزمن» (٤/ ١٤٦)، و «تحفة الزمن» (١/ ٣٥٤).
(٢) في «السلوك» (٢/ ٢٣٨): «التبصرة».
(٣) «السلوك» (٢/ ٢٣٧).
(٤) «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>