للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها، سأله القاضي موفق الدين علي بن محمد اليحيوي وزير المؤيد أن يلي القضاء بعدن، فلم يجبه إلى ذلك، فبعث إليه بشيء من الدنيا، فلم يأخذه ورده على الوزير.

وكان لا يتعرض لأحد من أبناء الدنيا في شيء، فركبه دين عظيم، فاستمر مدرسا بشنين في مدرسة الشيخ عمر بن منصور الحبيشي بلدا والقسيمي؛ لما به من الضرورة، وكان يقتات من أرضه، ويصرف ما يحصل له من المدرسة في قضاء الدين، فلما انقضى دينه، ولم يبق منه شيء .. ترك المدرسة، وعاد إلى بلده.

قال الجندي: (اجتمعت به مرارا، فوجدته كاملا في العلم والصلاح وسلامة الصدر، انتفع به جماعة من أهل بلده وغيرهم، منهم ابن أخيه عبيد بن أحمد بن عبيد الله الآتي ذكره) (١).

ولم أقف على تاريخ وفاته، وإنما ذكرته هنا؛ لأنه كان موجودا في هذه العشرين.

وشنين-بفتح الشين المعجمة، ونونين الأولى منهما مكسورة بينهما مثناة من تحت ساكنة-قرية معروفة، والقسيمي، نسبة إلى موضع يسمى: قسيم، بضم القاف، وفتح السين المهملة، وسكون المثناة من تحت، ثم ميم (٢).

٣٧٨١ - [عبيد بن أحمد المغلّسي] (٣)

عبيد بن أحمد بن عبيد بن منصور بن أحمد المغلّسي، من معشار أنور.

أخذ عن عمه طاهر بن عبيد مقدم الذكر (٤)، وكان فقيها مرضيا.

جعله القاضي أبو بكر بن محمد بن عمر اليحيوي حاكما بجبلة، فلم يزل حاكما بها إلى أن تولى القضاء الأكبر ابن الأديب، فعزله. ولم أقف على تاريخ وفاته، وإنما ذكرته هنا؛ لأنه كان موجودا في هذه العشرين.


(١) «السلوك» (٢/ ١٩٠)، وترجمة (عبيد بن أحمد) تأتي بعد هذه الترجمة.
(٢) كذا في «طراز أعلام الزمن» (٢/ ١٧)، وفي «السلوك» (٢/ ١٨٩): (والقسيمي نسبا إلى رجل اسمه قسيم).
(٣) «السلوك» (٢/ ١٩٠)، و «العطايا السنية» (ص ٤٣١)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ١٧)، و «تحفة الزمن» (١/ ٥٠٠).
(٤) صاحب الترجمة السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>