للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن الجلاد الحاسب، وكان ابنه عمر صاحب الترجمة عاقلا لبيبا كاملا، من رؤساء الدولة المؤيدية، ممن رباه المؤيد، وكان رفيقا بالناس، كاشفا لمضارهم، قامعا للظّلمة من الكتاب وغيرهم.

وامتحن آخر عمره بمرض اعتذر به عن الخدمة

قال الجندي: (أخبرني الفقيه إبراهيم الأصبحي وأخوه عمر، عن الفقيه محمد الذخري أنه أخبره ثقة أنه رأى ملكين نزلا من السماء، والتفا على قرب من بيت المذكور وعليهما لباس أخضر، فقال أحدهما للآخر: أين تريد؟ فقال: زيارة هذا البيت، وأشار إلى بيت ابن العماد، فقال له الآخر: كيف تزوره وهو متصرف، على يديه مظالم العباد! فقال: إنه يحترم الصالحين، ويحب الفقهاء) (١).

ولم أقف على تاريخ وفاته (٢).

٣٨٠٧ - [معوضة بن محمد] (٣)

الشيخ معوضة بن محمد بن سعيد، شيخ القائمة قائمة بني حبيش.

كان من أعيان مشايخ الوقت، مذكورا بالدين المتين، ومحبة الفقراء والمساكين، والعلماء والصالحين، والصيام والقيام، والإفضال والإنعام، والعدل في الأحكام وإن كان مشوبا بجهل؛ فإنه لما قتل قطاع الطريق الفقيه عمر بن محمد بن مسعود المقري مقدم الذكر في هذه العشرين .. احتال الشيخ معوضة المذكور حتى لزم القاتل، وجاء به إلى تربة الفقيه يوم ثالث القراءة، واستدعى بولد الفقيه وهو صغير، فسلم إليه، وقال: اضربه؛ فهو قاتل أبيك، فضربه حتى قتله بعد ساعة لصغره.

ولم أقف على تاريخ وفاة الشيخ معوضة، إلا أنه كان موجودا في هذه العشرين.

وصلّى الله على محمد وسلم

***


(١) «السلوك» (٢/ ٥٧٥).
(٢) في «السلوك» (٢/ ٥٧٥) و «تحفة الزمن» (٢/ ٥٠٣): توفي في أول سنة (٧١٣ هـ‍).
(٣) «السلوك» (٢/ ٢٦٧)، و «طراز أعلام الزمن» (٢/ ٤٥٢)، و «تحفة الزمن» (١/ ٥٤٦)، و «هجر العلم» (٣/ ١٦٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>