للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جيوشه، فخامر عليه جماعة من الأمراء، فخارت قوته، فانهزم نحو المغرب، ودخل السلطان إلى مقر ملكه يوم الفطر بلا ضربة ولا طعنة، ثم أمسك عدة أمراء عتاة، وخذل المظفر، فجاء إلى خدمة السلطان، فوبخه ثم خنقه، وأباد جماعة من رءوس الشر وتمكن، وهرب نائبه سلار نحو تبوك، ثم خدع، فجاء برجله إلى أجله، فأميت جوعا، وأخذ من أمواله ما يضيق عنه الوصف؛ من الجواهر والعين والملابس والمزركش والخيل المسومة ما قيمته أزيد من ثلاثة آلاف ألف دينار، {قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (١).

وفيها: أظهر خربندا ملك العراقين بمملكته الرفض، وغيرت الخطبة، وجرت فتن كثيرة كبار (٢).

وفيها: توفي الشيخ الكبير تاج الدين أحمد بن محمد بن عطاء الله الشاذلي بمصر، ومات بمكة مسندها أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحمامي البغدادي، وبحلب المعمرة شهدة بنت الصاحب كمال الدين عمر بن العديم العقيلي، وبدمشق المقرئ أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الحسن بن صدقة المخرمي، وشمس الدين بن أبي الفتح، ونجم الدين بن صاحب «الحاوي».

***

[السنة الموفية عشر بعد السبع مائة]

فيها: عزل قاضي القضاة ابن جماعة بنائبه جمال الدين الزرعي؛ لكونه امتنع يوم عقد مجلس السلطنة للمظفر، فرآها له السلطان، ثم بعد عام أعيد ابن جماعة إلى القضاء، ثم جاء كتاب بعزل ابن الوكيل، وولي مشيخة الخوانق بدمشق الشهاب الكاشغري الشريف، وفي نيسان نزل مطر أحمر (٣).

وفيها-أعني سنة عشر وسبع مائة-: توفيت ببغداد ست الملوك فاطمة بنت علي بن علي.


(١) «ذيل العبر» للذهبي (ص ٤٥)، و «دول الإسلام» (٢/ ٢٤١)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٢٤٥)، و «البداية والنهاية» (١٤/ ٤٦١).
(٢) «ذيل العبر» للذهبي (ص ٤٦)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٢٤٦)، و «البداية والنهاية» (١٤/ ٤٦٦).
(٣) «ذيل العبر» للذهبي (ص ٥١)، و «مرآة الجنان» (٤/ ٢٤٨)، و «غربال الزمان» (ص ٥٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>